تلقت وزارة الخارجية الأمريكية طلباً موجهاً إلى «هيلاري كلينتون» من «دينا رورباكر» النائب عن ولاية كاليفورنيا في الكونجرس، ويؤكد الطلب «ضرورة المساندة الأمريكية لاستقلال إقليم آذربيجان عن إيران وإلحاقه بجمهورية آذربيجان المستقلة عن الاتحاد السوفيتي». ورسالة «رورباكر» المثيرة أثارت حفيظة النشطاء السياسيين الإيرانيين في أمريكا، وتبنّى المؤرخ والناشط الإيراني في كاليفورنيا «محمد أميني» الموقف الرسمي للدولة الإيرانية «بإلقائه التهم على دول الخليج العربي وإسرائيل في العمل على تجزئة إيران»!! بُغية زرع الفتن، كثيراً ما تردّد إيران هذا الطرح الباطل والمغرض لتشويه صورة الدول العربية أمام شعوبها. وألحق إقليم آذربيجان الجنوبي بالدولة الإيرانية بالقوّة العسكرية عام 1925، أي العام الذي احتلت فيه إيران إمارة عربستان (الأحواز) بموجب حملة عسكرية قادها «رضا بهلوي» آنذاك. وتبلغ مساحة الإقليم نحو 300 ألف كم2 ويسكنه حوالي 23 مليون نسمة. وبعد الضم القسري لآذربيجان، حرمت الدولة الإيرانيّة أبسط الحقوق الإنسانية لشعب الإقليم وقسّمته تدريجياً إلى عدّة محافظات وغيّرت أسماء عديد من المدن والبلدات والأنهر من «الآذرية» إلى «الفارسيّة»، ومنعت استخدام اللغة التركية (الآذرية) في المدارس والدوائر. وثار الشعب الآذري ضد السياسات العنصرية الفارسيّة الإيرانيّة في عدّة مناسبات معلناً عن حكومته الوطنية، ولكنها قُمعت بشدّة من قبل الدولة الإيرانية. وتتهم الأحزاب الآذرية الدولة الإيرانية بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري للسكان في آذربايجان. وأكد «رورباكر» أن «دعم أمريكا لانفصال الإقليم وإلحاقه بجمهورية آذربيجان سيكون ضربة أشد ألماً لإيران قياساً بقصف مفاعلها النووية». ويرى المراقبون أن كلاً من «آذربيجان» و«الأحواز» يعدّان الأكثر ترجيحاً بالاستقلال عن الاحتلال الإيراني مقارنة ببقية المناطق المحتلة للشعوب غير الفارسية «ككردستان» و«تركمنستان» و«بلوشستان».