بالنار والحديد جوبهت احتجاجات شعب أذربيجان الجنوبية المنتفض في وجه سياسات الدولة الإيرانية العدوانية الممنهجة، ولم يسد الهدوء مدينتي «تبريز» و«أرومية» منذ الإثنين الماضي رداً على استمرار الدولة الإيرانية في تجفيف ثاني أكبر بحيرة مالحة في العالم الواقعة في الإقليم. وأحيا الشعب الأذري البالغ عدده أكثر من عشرين مليون نسمة ذكرى انتفاضة العام الماضي على أثر رسم كاريكاتيري نشرته صحيفة «إيران» الرسمية ويوجّه الرسم إهانة عنصرية شديدة للشعب الأذري. واندلعت المظاهرات الأذرية بعد دعوة توجّه بها ناشطون وكذلك أحزاب فاعلة، من بينها «حزب استقلال أذربيجان» الذي يطالب برحيل الاحتلال الفارسي الإيراني من الإقليم. وإضافة إلى عنصرية الدولة الإيرانية واستهدافها الهوية الآذرية وحرمان الإقليم، للانتفاضة الأذرية أسباب أخرى، أهمها: سياسات الدولة الإيرانية القائمة على السلب والنهب والاختلاس وتدمير البيئة الطبيعية والسعي لتجفيف بحيرة «أرومية» نتيجة إقامة سدود عدّة من قبل الحرس الثوري الإيراني. وتبلغ مساحة البحيرة نحو خمسة آلاف ومئتي كم مربع، ووضعتها منظمة «الأونسكو» على لائحة التراث البيئي، إلا أنها فقدت %60 من مياهها، الأمر الذي يهدّد النشاط الاقتصادي لا سيما السياحي والزراعي ويهدّد مستقبل فئة كبيرة من الشعب الأذري، على غرار ما تفعله دولة الاحتلال الإيرانية في الأحواز العربية بتعمّدها تجفيف الأنهار والأهوار وإنشائها عشرات السدود على مصبات الأنهار بغية قطع أرزاق المواطنين. وقمعت قوات الأمن الإيرانية بشدّة المنتفضين الأذريين واعتقلت أكثر من مائة مواطن واقتادتهم إلى أماكن مجهولة للتنكيل بهم تحت التعذيب وفقاً لنشطاء حقوقيين أذريين. وتساند جمهورية أذربيجان وتركيا مطالب الشعب الأذري بالحق في تقرير المصير والتحرير من هيمنة الاحتلال الإيراني.