الأحواز العربية الساعية دوماً للخلاص من قبضة الاحتلال الفارسي الإيراني، لا يمكن أن تفوتها فرصة تفجير الوضع الداخلي الإيراني، حتى تتمكن من تحقيق حلم راود شعبها طوال 86 عاماً، وعودة الحكم العربي فيها، خاصة أن الشعب الأحوازي يتطلع إلى الاندماج بالضفة الأخرى للخليج العربي؛ نظراً لقناعته بوحدة الدم والمصير والأهداف. ويتطلع سكان إقليم آذربايجان الجنوبية ضمن جغرافية إيران إلى الشمال للاندماج مع جمهورية آذربايجان المستقلة من الاتحاد السوفيتي، وإعلان جمهورية آذربايجان الكبرى، بعد أن وصل إلى طريق مسدود لأي تفاهم مع الدولة المركزية في طهران، التي يحتكرها الفرس. ويرجّح البعض أن شعبي الأحواز وآذربايجان هما الأكثر تأثيراً على تقسيم إيران، بسبب ثراء الأحواز بالنفط والغاز، وما يحتويه إقليم آذربايجان وبنسب أقل بكثير من المادة نفسها. وبلوشستان الواقعة ضمن المثلث الإيراني الباكستاني الأفغاني، التي ذاقت شتى صنوف العنصرية القومية والمذهبية، مؤهلة للانفصال وإعلان كيانها المستقل، ويساعدها في ذلك امتدادها الاجتماعي في بعض دول الخليج العربي، وقبل سبعة أشهر دافع “دانا رورابكر”، عضو الكونجرس الأمريكي، عن منحها الحكم الذاتي، وأيّده بذلك عضوان آخران. وكردستان الوعرة بحكم طبيعتها الجبلية وعمقها الجغرافي الممتد في تركيا والعراق وسورية، شهدت مقاومة عنيفة ضد الوجود الإيراني فيها، خاصة تلك التي قادها حزب “بيجاك” المسلح بقيادة حاج أحمدي، تبدو متعطشة للانفصال عن إيران والالتحاق بدولة كردستان المرتقبة. ويبقى إقليم تركمنستان، الذي يبحث شعبه عن الخلاص من هيمنة الدولة الفارسية والانضمام إلى جمهورية تركمنستان المستقلة من الاتحاد السوفيتي، وبذلك تكون إيران الحالية قد عادت إلى تسميتها القديمة، وهي دولة فارس، أو منحها تسمية جديدة وهي إيرانستان.