أعلنت «اللجنة الوطنية الآذرية» عن انبثاقها في أنقرة الإثنين الماضي، ورفعت اللجنة مطلب «الانفصال» عن إيران، وتحرير أكثر من عشرين مليون آذري تركي في إقليم آذربايجان الجنوبي المتاخم لجمهورية آذربايجان من هيمنة الدولة الإيرانية. وحذّر موقع تابناك الرسمي الإيراني ممّن وصفهم «بالعثمانيين الجدد ومواقفهم العدوانية المتمثلة في المؤامرة ضد إيران بغية تفكيكها». وعلى خلفية الملتقى الثقافي الآذري في أنقرة، أكد الناطق باسم اللجنة الوطنية العزم على الانفصال عن إيران. وحضر الملتقى مسؤولون رسميون من تركيا وجمهورية آذربايجان وفقاً لبعض المصادر. وأجبرت تركيا على القيام بهذه الخطوة الجريئة ردّاً على الدعم الإيراني المعلن «لحزب العمّال الكردستاني» وتكليفه بزعزعة الأمن والاستقرار في تركيا وإجبارها على العدول عن موقفها المؤيد للثورة السورية. ولا تقل الورقة الآذرية أهمية عن ورقة حزب العمال من حيث القوّة والتأثير، باختلاف أن الحركة الوطنية الآذرية لا تقوم بأعمال عسكرية ضد المصالح الإيرانية على عكس حزب العمال الذي نفذ سلسلة تفجيرات داخل الأراضي التركية. ويتمتع إقليم آذربايجان الجنوبي بعمق إستراتيجي داخل كل من تركيا وجمهورية آذربايجان، والتوتر الكبير في العلاقات بين إيران وكلا البلدين كثيراً ما يخدم شعب آذربايجان لتحقيق تطلعاته بالانفصال عن إيران. والاعتداءات الإيرانية المفضوحة تجاه الدول العربية، واحتلالها دولة الأحواز والجزر الإماراتية في الخليج العربي، وتهديدها سيادة دول وشعوب المنطقة، ومطالبتها المتكرّرة بضم دولة البحرين لسيادتها، تفرض على الدول العربية أن تكون سبّاقة في اتخاذ خطوة مماثلة لدعم «الحركة التحرّرية الأحوازية» ورفع المستوى النضالي للشعب العربي الأحوازي، حتى يتسنّى له التحرير من الاحتلال الأجنبي الفارسي الإيراني وإعلان دولته المستقلة والالتحاق بالوطن الأم.