تصعيد جديد تشهده العلاقات بين إيران وجمهورية آذربايجان، بعد إعلان وزارة الداخلية الآذربايجانية عن إلقائها القبض على مجموعة إرهابية ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله في لبنان، خططت للقيام بسلسلة اغتيالات تستهدف أجانب مقيمين في آذربايجان، وأعلن التلفزيون الرسمي الآذربايجاني عن حيازة المجموعة على أسلحة ومعدات ومتفجرات. وقبل أيام ألقي القبض على مراسل وكالة فارس الإيرانية بتهمة حيازته المخدرات، وطُرد مراسل إيراني آخر من جمهورية آذربايجان. وتتهم إيران الأخيرة بمساعدة مجموعات انفصالية تطالب بانفصال إقليم آذربايجان عن إيران وتوحيده بجمهورية آذربايجان، كما احتجت إيران بشدّة على خارطة نشرتها باكو لآذربايجان الكبرى تضم الجزء الشمالي والجنوبي لآذربايجان. وفي أكبر مظاهرات عام 2010 شهدها إقليم آذربايجان الواقع ضمن جغرافية إيران رُفع شعار «الخليج للعرب وبحر قزوين للترك»، وجابهتها السلطات الإيرانية بالقمع الشديد والاستخدام المفرط للقوّة. ويعتبر «حزب استقلال آذربايجان» و»حركة النهضة في آذربايجان الجنوبية» من التيارات الانفصالية المطالبة بتوحيد آذربايجان، وتسعى للتحالف مع جميع الشعوب غير الفارسية الرازحة تحت الاحتلال الإيراني كالأحوازيين والبلوش والأكراد والتركمان، لخلق جبهة موحدة ضد الدولة المركزية في طهران. وكثيراً ما عبّر شعب آذربايجان الجنوبية الواقعة ضمن جغرافية إيران البالغ عدده أكثر من عشرين مليون نسمة عن استيائه الشديد للدعم الإيراني لجمهورية أرمينيا في حربها ضد جمهورية آذربايجان على منطقة ناغورني كاراباخ (1988-1994). وتمنع إيران على الأخيرة فتح قنصلية لها بمدينة تبريز في آذربايجان الجنوبية بحجّة أنها ستتحوّل إلى مركز نفوذ سياسي وثقافي لجمهورية آذربايجان ويشجّع على انفصال إقليم آذربايجان الجنوبية عن الأرضي الإيرانية، وبالتالي يحرم إيران من خيرات وعائدات بحر قزوين، بما في ذلك النفط والغاز.