شاركت وزارة الثقافة البحرينية للمرة الثانية على التوالي في معرض العمارة الدولي الثالث عشر الذي أقيم في مدينة فينيسيا الإيطالية، والذي يمتد حتى 25 نوفمبر المقبل، وذلك ضمن مشاركتها الوطنية في المعرض الذي يحمل عنوان “خلفية”، ويمثّل بتكوينه وتصاميم البلدان التي استقطبها مشاهدات ترصد التكوين العمراني والفكرة البنائية لتلك الأوطان والجغرافيات. ويحاكي معرض “خلفية” فكرة الصورة والمرأى والنص العمراني القائم على ترجمة هذا التراكم التاريخي والمعاصر والبيئي، وينقل الأوطان بحقيقتها وإرادتها الضمنية بعيدًا عن الصياغات الإعلامية والعالمية والمجاز المطروح في سياق التناقل الشفهي أو المشاع. وحول هذا المعرض، أوضحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن هذا المعرض العالمي يقارب تجربة الأوطان وحكاياتها مشيرةً: “نشارك فيه للمرة الثانية، ويسعدنا أن نحمل في حقيبة المعمار والصورة بعضًا من مشاهدات والتقاطات البحرين ونصل بها إلى العالم”، وأكّدت: “الحياة اليوم لا يمكن أن تصل إلى أبعد من جغرافيتها إن بقيت حكرًا على الحيز المكاني، لذا مثل هذه المعارض هي فرصتنا لتمثيل مملكة البحرين، وهذا هو دورنا في الثقافة أن نتيح الأمكنة بكل الأدوات المتاحة”. حيث يشارك في هذا المعرض العديد من دول العمل في فضاء مشترك، يستعرضون فيه فكرة المعمار حول موضوع أو قضية محددة. يسترّد المعرض بكل بساطة وشفافية الحياة البحرينية، في تأصيل لفكرة الصورة والالتقاطة للعمران والحياة، خصوصًا بما تجسّده الصورة من مفهوم استيقاف اللحظة وتحميض الفكرة واستبقائها دون زوال. ويتناول المعرض البحريني مسار الإنسان في توازٍ مع العمران والحبكة البنائية عبر عرض رئيس وثابت يجرّد المكان. بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من أربعة عروض حية للعديد من المشاهد البحرينية التي تقتبس المرأى والصورة والحركة في مشاهدات تلفزيونية، وتطرح فكرة المرور بالثقافات المكانية والبيئة الحضرية المتاحة. حيث أشرفت على هذا العرض المهندسة نورا السايح رئيسة المشروعات الهندسية بوزارة الثقافة. وقد حصدت مشاركة مملكة البحرين في فينيسيا إقبالاً واسعًا بعد أن حصدت المملكة في العام الماضي جائزة الأسد الذهبي عن مشاركتها في “استرد” بمعرض العمارة الدولي في بينالي فينيسيا الذي أقيم قبل عامين. وتجاوب الحضور مع العرض البحريني الذي اختزل بكثافة المفهوم العمراني في صور ومشاهدات. وتناقلت وسائل الإعلام العالمية وتحديدًا الإيطالية العديد من ردود الفعل الإيجابية والتعليقات حول المعرض، مشيرين إلى أن التجربة البحرينية أثبتت في تناولها قدرتها على التأريخ والتعامل مع القضايا العمرانية. وأن نصّ المعمار البحريني آخذٌ بالتشكّل بطريقته الخاصة والفريدة. كما أعرب الكثيرون من المطّلعين على التحربة والنقاد عن إعجابهم ودهشتهم بالثقافة المكانية البحرينية، مؤكدين أن هذا الوجود الإيجابي للمملكة جديرٌ أن يعرّف العالم بها. تجدر الإشارة إلى أن هيئة المحلفين الدولية لمعرض بينالي فينيسيا قد منحت اليابان جائزة الأسد الذهبي عن مشاركتها الوطنية الأفضل. الشرق | المنامة