في الأمس قرأنا أن وزارة النقل ستوقع مشروعات طرق بقيمة ثلاثة مليارات ريال سعودي عداً ونقداً، والغريب أن المناقصات لا يأتي بها نصف ريال أو ربع ريال، يجب أن تكون عدداً صافياً دون كسور حتى تكون عداً ونقداً حقيقياً، وأيضا حتى لا يحدث سوء فهم بين الشركة المتقدمة بالمناقصة وبين الجهة التي هي صاحبة المناقصة، ولم يحدث أن شاهدنا صاحب شركة حصل على مناقصة يحوم على «البقالات» باحثاً عمن «يصرف» الريال الأخير إلى «هلل» لأن الإخوان أصحاب المناقصة يرفضون رفضاً قاطعاً أخذ «منديل» مكانه، والذي يشاهد الطرق عندنا يشك أن وزارة النقل لا تحصل على ميزانية كافية، ولذلك فإنها كانت تبني طرقاً مطرزة بالحفر حتى توفر كمية كبيرة من الإسفلت، حتى أن بعض الطرق، يكتبون لوحة فور افتتاحها ويكتبون عليها «للاستخدام مرة واحدة»، وبعض الطرق بنكهة الإسفلت فقط مثل العصائر لا تحمل من الفاكهة سوى نكهتها، مستحيل أن المسؤولين في وزارة النقل قد سافروا برا، أو استخدموا الطرق التي يدفعون فيها مليارات الريالات من ميزانية الدولة، ناهيك عن السفر على هذه الطرق ليلاً، إن سلمت من الإبل السائبة، أو الرمال المتحركة، ستكون حياتك مهددة لأنك لا تعرف مدى سوء هذه الطرق على إطارات السيارات، وبالذات طرق السفر في الشمال والجنوب، وسأضع بأذني «مشبك حبل غسيل» إن أثبت لي أحدكم أن أي من مسؤولي وزارة النقل قد سافر برا عبر هذين الطريقين، ولو كانت هناك لجنة تفحص الطرق كما لجنة المنشطات في الرياضة لأخرجت كثيراً من الطرق من تشكيلة وزارة النقل، مع احترامي الكامل لوزير النقل وإخلاصه وتفانيه إلا أنه مثل مدرب منتخبنا ليس لديه لاعبون يصنعون الفرق!