كشفت المخرجة السعودية هيفاء المنصور عن تحضيرها لإخراج فيلمها الروائي الطويل الثاني الذي سيتحدث عن قضايا محلية تتعلق بحقوق المرأة، وسيصور ما بين المملكة وعدد من الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن الفنان عبدالإله السناني سيجسّد بطولة الفيلم، رافضة إعطاء أي تفاصيل إضافية عن الفيلم. وعبّرت المنصور عن سعادتها بعرض فيلمها الروائي الطويل «وجدة» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي افتُتح أمس الأول الأربعاء ويستمر حتى الثامن من سبتمبر. وسيعرض الفيلم برفقة 33 فيلماً طويلاً وقصيراً في تظاهرة «آفاق» التي تضم صناع الأفلام الذين يتبعون مناهج واتجاهات مختلفة وجديدة. ويعد هذا الفيلم أول فيلم سعودي من الأفلام الروائية الطويلة يعرض في مهرجان عالمي، وأول فيلم سعودي يشارك في مهرجان فينيسيا. وأبانت المنصور في حديثها ل«الشرق» أن سبب اختيارها مدينة الرياض لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول هو قربها من بيئة الفيلم وقصته التي تحكي معاناة المرأة السعودية. وأفادت المنصور أن الفيلم يتناول حكاية الفتاة السعودية «وجدة»، التي ترعرعت ضمن المجتمع التقليدي بضواحي العاصمة الرياض، واصطدم طموحها لممارسة هوايتها بركوب دراجة هوائية بالتابو المحظور. وعن سبب اختيارها الفنانة ريم عبدالله لأداء دور البطولة، قالت «تصوير امرأة لدينا أمر شبه مستحيل، ومن الصعب العثور على امرأة ترغب في الخروج عن المألوف والظهور أمام الكاميرا. بحثنا في أنحاء البلاد، ولم نجد الفتاة المناسبة حتى قبل بدء التصوير بأسبوع». وأشارت المنصور إلى أن ريم كانت لديها الرغبة في خوض تجربة التمثيل، فعرضت عليها الفكرة ووافقت، وكانت مناسبة جداً لأداء الدور، وأتقنته بشكل كبير. وتمنت المنصور أن يساعد الفيلم في تغيير المواقف والسلوكيات تجاه المرأة والأفلام في المملكة. وأضافت «هناك كثير من الأطفال يريدون صناعة أفلام، وهناك جيل بأكمله يستخدم الكاميرات والهواتف المتحركة، وهم ليسوا معزولين عن العالم الذي حولهم، وبمجرد أن تصبح الأفلام واقعاً حقيقياً ستصبح دور السينما كذلك». ونفت المنصور التهمة التي تلاحقها بأنها مقلة في الإخراج السينمائي، مشيرة إلى أنه سبق وأخرجت فيلماً روائياً قصيراً، وفيلماً وثائقياً، لكنها أحبت هذه المرة خوض غمار تجربة الفيلم الروائي الطويل. وأكدت أنها طيلة العامين الماضيين كانت مشغولة في الإعداد لهذا الفيلم، كون الأفلام الروائية الطويلة عملاً مرهقاً، موضحة أن كتابة السيناريو استغرقت زمناً طويلاً. وشددت المنصور على أن الفيلم الطويل له آليات مختلفة، مبينة أن فيلمها سيشارك في المهرجانات، وسيُعرض في دور عرض خارج المملكة، لكنها لن تتمكن من عرضه داخل المملكة، متمنية أن يفك الحصار على السينما السعودية بافتتاح دور عرض لعرض الأفلام السينمائية، والاطلاع على التجارب المهمة على المستوى العربي والعالمي. ودعت المنصور القطاع الخاص لدعم صناع الفيلم السعودي، مؤكدة وجود مواهب سينمائية سعودية في حاجة لدعم وتثقيف، مشددة على وجود قصور من قبل رجال الأعمال السعوديين في دعم الصناعة السينمائية. ولاحظت المنصور أن التطور في السينما السعودية بسيط جداً «منذ خمس سنوات ندور في الحلقة نفسها، ولابد أن تكون هناك نقلة نوعية في السينما السعودية». وأرجعت المنصور سبب التطور البطيء إلى عدم تثقيف المخرجين السعوديين لأنفسهم، وتطوير مواهبهم، إضافة لعدم وجود دعم لصناع السينما من قبل رجال الأعمال. وعن مشاركتها في تحكيم المهرجانات السينمائية، وآخرها مهرجان الفيلم السعودي، قالت المنصور «أحرص على المشاركة الدائمة في لجان تحكيم المهرجانات التي أدعى إليها، وشاركت في أكثر من مهرجان محلي وعربي وعالمي، لأنني أحب أن أكون موجودة في الأجواء السينمائية، للاطلاع على التجارب السينمائية، والاستفادة لتطوير عملي». وامتدحت المنصور تجربة مهرجان الفيلم السعودي، ومدير قنوات روتانا، ومدير المهرجان ممدوح سالم، مشيدة بدعمهم المهرجان الذي عدّته منصة حقيقية لإبراز المواهب السعودية. وتمنّت المنصور في نهاية حديثها أن ترى أحد أفلامها قريباً يُعرض في دور عرض سينمائية داخل السعودية. يشار إلى أن فيلم «وجدة» الذي أخرجته المنصور إنتاج سعودي ألماني مشترك، ويشارك في إنتاجه جيرهارد مايكسنر، ورومان بول، من شركة رازور للإنتاج الفني GmbH في برلين، كما أسهمت رينا رونسون من مجموعة UTA المستقلة للإنتاج السينمائي في التمويل اللازم لهذا المشروع، بالتعاون مع رازور، كما حظي الفيلم بدعم من شركة روتانا ستوديوز. لقطة للطفلة وعد من فيلم «وجدة» (الشرق)