يعدّ شارع قابل الذي يقع وسط المدينة ويمتد من الغرب إلى الشرق أهم شارع في جدة القديمة على الإطلاق، بناه الشريف حسين بن على خلال الثلاثينيات من القرن الهجري ال14، وكان أول شارع يزوَّد بالكهرباء في جدة، اختص الشارع في الماضي بتجارة الأقمشة. مقاهي الشارع عُرفت في شارع قابل عدة مقاهٍ، منها مقهى أحمد طيرة، ومقهى محمد إبراهيم الزبيدي، وكانا كبيرين، وروّادهما من الموظفين والحرفيين والصناع وكبار رجال البحر الميسورين كالربابنة. أما المقهى الثالث، فهو المعورف بعلي ينّي، وكان مرتادوه من العمال والبحارة، وكانت هذه المقاهي تقدم الشاي والقهوة والشيشة الحُمّي، ولم يكن الجراك آنذاك منتشراً. ومن المقاهي الشهيرة في شارع قابل مقهى الجمالة في موقع بيت البوقرية. ثلاثة بنوك وفي شارع قابل من الجهة الشمالية عُرفت أشهر ثلاث بقالات في جدة، وكانت البقالة ذات البابين تسمى البنك، وهي بنك ينّي، وكان مختصاً ببيع الزيوت وأنواع الأجبان، ويقابله بنك عبدالله حسين خضري، أما البنك الثالث فهو بنك محمد وصادق الدخيل إلى جوار القبوة شمالي بنك ينّي، وكانت هذه البنوك جميعها مختصة ببيع الأغذية والحمضيات. دوائر الحكومة ولم يكن شارع قابل موقعاً للمتاجر والمقاهي فحسب، بل كان مقراً لأهم الدوائر الحكومية، التي كانت مبانيها تقع عند نهايته الغربية، قريباً من باب البنط، حيث كانت توجد المحكمة، ومن أشهر قضاتها الشيخ محمد المرزوقي، والشيخ البيز، وتوجد كذلك إدارة البريد وإدارة الإطفاء. براحة الإعدام وفي نهاية شارع قابل، كانت تتم عمليات القصاص من المحكمة الكبرى، وكان من أشهر العمليات التي تمت في بداية الحكم السعودي، إعدام منصور النشمي، الذي قُتل قصاصاً لقتله أحمد موسى قادري، وكانت قد بُذلت محاولات كثيرة لإقناع أسرة قادري بقبول الدية والتنازل عن القصاص، إلا أن إصرار والدة القادري على حق القصاص حال دون ذلك، وكان لموت النشمي أثر كبير في أوساط جدة، لأن صالح النشمي كان من فتوات جدة المعروفين. ويحتفظ شارع قابل بذكرى مرور جثمان محمد جلال بعد إعدامه في تهمة ظلت حديث أهل جدة ودهشتهم لعقود طويلة، ولم يكن أحد يصدقها لولا توارد الشهود عليها. شارع قابل عام 1920 اقرأ أيضاَ: * شارع «الثلاثين».. قلب محافظة رفحاء النابض * طريق «الملك عبدالعزيز».. 55 عاماً في خدمة مواطني المدينةالمنورة * طريق «الأمير سلطان».. شريان الحياة والخدمات في جازان