يُقسّم فرانك شيلين البشر إلى أربعة أنماط، مبنِيَّة على تصنيفات الطبيب اليوناني الشهير (أبقراط)، إلاَّ أنه (صبغها) بالألوان، فجعل النمط الأحمر، ومنهم القياديون، والنمط الأصفر، ومنهم الاستشاريون، والنمط الأخضر، ومنهم المحافظون، والنمط الأزرق، ومنهم محاربو التطور. وبما أن الفراسة لم تعد تكفي لكي يتم التعرف على تلك الأنماط، فالأمر أصبح في غاية التعقيد، وأصبحت الاستعانة بالأجهزة والتقنيات الحديثة ضرورة مُلِحَّة، فاختيار المدير التنفيذي، مثلاً، أمر يحتاج إلى برنامج حاسوبي لكي يتم من خلاله اختيار الشخص المناسب، هذا في غير مكان، أمّا هنا فالأمر يعتمد على المحسوبية والقبلية والفئوية وأخواتها. لو طبقنا معيار فرانك شيلين، هذا، على بعض إداراتنا، لوجدنا العجب العجاب، فقد نجد النمط الأحمر، الذي يصلح للقيادة، في أسفل الهرم، ونجد الإخوة الزرق، الذين يرى فرانك أن من صفاتهم التشكيك في كل جديد، والانتظار لنتائج تجارب الآخرين، والصعوبة في عملية اتخاذ القرار، ومحاربة التطور، هؤلاء قد نجدهم في أعلى الهرم، وفي موقع اتخاذ القرار، وبالتالي، يعيقون عمليتَي التقدم والتطوير. ما أكثر أولئك الذين قد يرفضهم معيار شيلين! الذين لهم أثر سلبي على عملية التنمية، فقط بمجرد بقائهم على رأس الهرم، وما أكثر أولئك الذين سيُرَقّيهم إلى مناصب عليا! حرمتهم منها المحسوبية، التي لا تنظر إلى المهنية والكفاءة عند التعيين بقدر ما تحقق مصالح خاصة. متى نتخذ قراراتنا وفقاً لمنهجية علمية؟ متى نخطط قبل أن ننفذ؟ متى نشكّل اللجان قبل الكوارث، وليس بعدها؟ متى نُقدِّر الكفاءات؟ متى نضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟ كثُرت الأسئلة، سؤال أخير: يا ترى كم لدينا من المسؤولين الزرق؟