حصدت مسرحية «مكتب التطبيق» في ثاني أيام عرضها إقبالا كبيرا من النساء اللاتي حضرن لمشاهدة الكيفية التي تناقش بها المسرحية مشكلات المجتمع، وقد ناقشت المسرحية جملة من عقبات المجتمع السعودي تمثلت في قصة لكل مسافرة، تروي همومها لموظفات مكتب تطبيق الجوازات، أو تسدي نصيحة للموظفات اللواتي أيضا لم تصفُ حياتهن من الإثارة. وقد تطرقت المسرحية لحياة المعاقين، واحتياجاتهم في تأمين الأماكن والطرق الخاصة بهم، مشيرة إلى أن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليس الجسد، وبشكل طريف كان شرط الزواج في المسرحية هو التسجيل في «حافز»، حيث تناولت المسرحية معضلة تأخر الزواج من كل النواحي، مؤكدة أن من أهم أسبابها هو زواج السعوديين من الأجنبيات، المستغلات لأوضاعهم المادية، في حين تبقى فتيات البلد دون زواج، وأوجدت المسرحية حلا لتلك المشكلة وهو موافقة الفتيات على الزواج من الرجال الأرامل أو المطلقين، مبينة أن تربية الأيتام تحمل الكثير من الأجر والثواب. ولم تغفل المسرحية هموم المعلمات اللاتي ذهبن ضحايا تلك الطرق، في رحلة يومية أسميناها برحلة الخوف، كما تطرقت المسرحية للغلو في الدين، والأمر بالمعروف بطرق بعيدة عن الترغيب وأقرب للترهيب، وبأسلوب صارم خالٍ من الليونة خارج عن تعاليم الدين الإسلامي. وكان للحب نصيب، حيث تناولت المسرحية تعلق الفتيات المراهقات بشباب غير صادقين، مناقشة الفرق بين الزواج التقليدي والزواج عن حب بين مؤيد ومعارض. من جهة أخرى تنوعت آراء الحاضرات حول فكرة المسرحية، حيث انتقدت إحداهن تصوير الرجل السعودي بضعف الشخصية، مشيرة إلى أنه لا يوجد رجل سعودي يقوم بتنظيف المنزل والاهتمام بالأولاد في الوقت الذي تكون فيه زوجته في العمل، في حين أبانت أخرى أن هناك نوعا من المبالغة في مشكلة تأخر الزواج، ورأت أن زواج الفتاة برجل لديه أولاد يعتبر حلا جيدا، وربما من الأجدر أن تفكر به الفتيات، في حين أكدت مجموعة من الفتيات أن المسرحية جسدت الواقع بشكله الصحيح، مشيدات بأداء الممثلات، وإتقانهن لأدوارهن، منتقدات عدم وجود دعاية كافية للمسرحية التي سمعن عنها عن طريق الإذاعة فقط، دون الإشارة إلى وقت العرض، مما اضطرهن إلى البحث عنها حرصا على الحضور. من جهتها تحدثت الفنانة سارة الجابر:» أن المسرحية افتقدت للدعاية والإعلان بشكل كبير. وأضافت» لا أعلم لماذا لم تدعمنا أمانة منطقة الرياض بالدعاية والإعلان، واقتصرت على وضع لوحة بجانب المدرسة التي ربما لا يعرفها أحد، وأضافت كنا نتمنى أن توضع لنا إعلانات في الشوارع، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى توزيع بروشورات المسرحية بنفسها على النساء في الأسواق العامة، ذلك أنها تعبت وزميلاتها كثيرا في الإعداد للمسرحية» قائلة « بدأنا بروفات المسرحية منذ اليوم العاشر من رمضان، يوميا من الساعة السابعة والنصف مساء وحتى الخامسة فجرا، وكل هذا من أجل تقديم عرض يليق بالجمهور، وأكدت الجابر أنها سعيدة جدا بمن حاضر قائلة « كل من حضر فوق رأسي» متمنية أن يزيد العدد في اليوم الأخير، وأبانت الجابر أنها تحب المسرح بشكل جنوني منذ أن كانت في سن الثانية عشرة، إلاّ أن المسرح السعودي «ميت» على حد قولها ولم يجد من يدعمه. وتابعت « اضطررت إلى الدخول في عالم التلفزيون من أجل الشهرة فقط، حتى إذا وقفت على المسرح على الناس أن يتأكدوا أنني ممثلة. واختتمت الجابر حديثها أنها مستعدة للتمثيل في خيمة ولا أريد سوى المكان والجمهور.