قال مدير منتدى بو خمسين الثقافي الشيخ عادل بو خمسين ل «الشرق» حول مركز الحوار بين المذاهب الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لقد سررنا بالمشروع الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في وقت أحوج ما تكون الأمة الإسلامية إليه في وقت نرى تصاعد التأزم المذهبي واختلاط الأوراق السياسية بالأوراق المذهبية في وقت تتكالب الأمم الأخرى على أمتنا الإسلامية ونسمع فيه طبول الحرب هنا وهناك ونشم فيه روائح الفتنة البغيضة تتسلل شيئا فشيئاً في نفوس البعض من الناس. وأضاف: مركز حوار المذاهب يحمّل الشعب السعودي مسؤوليات كثيرة وهو أهل لريادة الدعوة للوحدة الإسلامية وحامل لروح التسامح الديني والتعايش المذهبي من خلال تجسيد فعلي يبرز جلياً في صورة النسيج الاجتماعي في وطننا. ومضى يقول: إن هذا المركز يؤمّل منه كثير ليكون محور جذب وتشجيع لكل المعتدلين من علماء ومثقفي كل المذاهب وألا يقتصرعلى التنظير فقط بل يساهم في إيجاد منظومة قانونية تحمي المواطن عبر تجريم كل من يكفر ويتهجم على الآخر مهما كان مذهبه أو فكره أو منهجه. الشيخ عبدالله الجزيري وأثنى الشيخ عبد الله الجزيري في حديثه ل «الشرق» على بادرة خادم الحرمين الشريفين، موضحاً أنها بادرة ستحقق الأهداف المنشودة، وفي هذا الصدد قال: من جانب الأبعاد الإستراتيجية، فمبدأ الحوار بين المذاهب الإسلامية، مبدأ إسلامي محض قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، وقال مهما تعددت المذاهب، إلا أن الدين واحد، وهو الإسلام ومهما اختلفت الآراء والاجتهادات إلا أن الكتاب والسُّنَّة هما مصدرا التشريع، ومهما اختلفت القوميات وتعددت الألسن والألوان فالكل أبناء الإسلام. وأضاف أن مسألة اختلاف الفقهاء والمفكرين في الآراء الفقهية والفكرية ظاهرة طبيعية من شأنها إثراء الساحة العلمية والمعرفية لدى المسلمين وعليه فلو أردنا أن ننظر إلى سعة الفكر الإسلامي علينا أن ننظر إليه بمجموع مذاهبه وفقهائه على مر العصور، لذا تراثنا ضخم ويطال جميع الجوانب، مما يجعله يستوعب جميع حقول الحياة في كل عصر وجيل. وأكد أن جميع المذاهب والفقهاء على اختلافهم إنما هم جميع يسعون لهدف واحد وهو: معرفة الله وعبادته والعمل على مرضاته سبحانه، والحوار في هذا المسار يعززه قال تعالى «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». وأشار إلى أن الذي يعادي الإسلام ويتحداه ويعمل على هدمه إنما يعادي جميع المذاهب ولا يفرق بين أحد منهم. وأن تأثير الحوار بين المذاهب فهو لا شك تأثير إيجابي محض فيه كل الخير للمسلمين قاطبة سواء على المستوى القريب أو البعيد، وسوف يعطي ثماره على كافة الصعد. وأضاف أن الحوار سيذيب كل العقبات الموجودة بين أبناء المذاهب، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.