يذهب شيخنا المتنبي إلى العيد بوصفه استذكاراً للماضي، وعودة لما فات، وخلّد بذلك بيته الشهير «عيد بأية حال عدت ياعيد»، الجميع سيفرح في العيد إلا بعض الفئات التي يمر عليها يوم العيد يوم حزن. من هؤلاء المريض، ومن فقد عزيزاً، وكذلك السجين، فالأول يعاني مما أصابه ولا يفرح بالعيد ولا يذوق طعم الفرح فيه، أما من فقد عزيزاً فإنه سيظل ينظر للعيد الماضي عندما كان معه هذا العزيز، أما المسجون فهو الأكثر فقداً للعيد، خصوصاً أن أحبابه أمامه يحتفلون بهذا اليوم وهو لايطيق «حرية«. إن السجناء في بعض القضايا، خصوصاً غير المتعلقة بالنفس والعرض والمخدرات وغيرها، يمكن جعلهم يشاركون أهلهم العيد ليوم واحد، فما أمر الفرح من وراء قضبان لا تجعل الإنسان يدرك للعيد طعماً. إن الواقع يقول، إن العيد في وقته الراهن هو عيد الأطفال، فهم الذين يفرحون به، بينما غالبيتنا يسعون في يومهم الأول إلى تعديل ساعتهم البيولوجية التي تستمر معطلة لثلاثة أو أربعة أيام، فعيد الأطفال لأنهم يستطيعون إدراك معنى الفرح، وهو المعنى المفقود لدى الكبار. ولعل ما يحدث في سوريا كذلك وبصفتنا عاطفيين قد يجعلنا لا نحس بطعم العيد، بل إنه يتحول إلى عيد لمتابعة نشرات الدماء من هنا وهناك. إضاءة: اللهم فرج كرب من لم يفرح بعيدك.