حذرت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية «حياتنا» في بيان لها من خطورة انتقال عدوى الأمراض في المشاغل وصوالين التجميل النسائية، نتيجة الممارسات الخاطئة، وطالبت الجمعية وزارة الشؤون البلدية والقروية بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من ذلك، كما رأت ضرورة قيام الجهات المعنية بحملة وطنية للتعريف بطرق الحماية من العدوى، بالشراكة مع القطاعات ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني. خاصة مع دخول موسم الأعياد والمناسبات وكثرة ارتياد النساء مراكز التجميل. د.عبدالرحمن القحطاني وصرح الأمين العام في «حياتنا» وخبير تعزيز الصحة الدكتورعبدالرحمن يحيى القحطاني، بأن هناك عديداً من السيدات اللاتي يجهلن إمكانية انتقال بعض الأمراض المعدية البكتيرية والفيروسية والطفيلية في تلك المواقع، ومنها ما يُعد من الفيروسات الخطرة كالتهاب الكبد الفيروسي (ب) الذي يمكن أن يظل حياً في بقع الدم لمدة تصل لأسبوع كامل، إضافة إلى مرض التهاب الكبد الفيروسي (ج)، مبيناً أن المشاغل النسائية بحاجة ماسّة إلى تطوير وبناء أنظمة ولوائح تضمن عدم انتقال العدوى من خلالها. وقال الدكتور القحطاني ل«الشرق»، من أبرز النقاط المؤدية إلى انتقال العدوى في صوالين التجميل استخدام عديد من الأدوات غير المعقمة، مثل مكائن إزالة الشعر الكهربائية، والأمواس الملوثة ومقصات الزوائد الجلدية، كون تلك الأدوات على تماس مباشر مع البشرة والجلد، ما قد يعرضها للتلوث بإفرازات الجسم، خاصة إذا احتوى الجلد ندوباً أو جروحاً وتشققات. كما تشمل الأدوات التي يمكن أن تنقل العدوى المناشف والأغطية الملوثة، والمشاركة في استخدام الفرش والقطن والإسفنج، وكذلك أدوات رفع المساحيق (كالفرش)، والمساحيق، عوضاً عن المشاركة في استخدام أحمر الشفاه وأقلام التجميل. وأشار القحطاني إلى أن عدم تنظيف أيدي العاملات يمكن أن يساعد في انتقال العدوى بشكل جليّ، كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق التنفس والسعال والعطاس، أو نتيجة ملامسة الأسطح الملوثة للميكروب كالمغاسل أو الكراسي أو الأدوات، ثم ملامسة أدوات أخرى، ونقل تلك الميكروبات إليها». وحول مدى معرفة المجتمع بطرق الحد من انتقال العدوى، أوضح د. القحطاني أن صوالين الرجال أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً من ذي قبل، وأضاف «يتضح ذلك من خلال ما نشاهده من التزام عدد من صوالين الحلاقة، إلا أن الطريق مازال في بدايته، أما على مستوى المشاغل النسائية فالوضع ينذر بمزيد من الخطورة، في ظل وجود عديد من الخدمات التي تقدم للسيدات مقارنة بصوالين الرجال، عوضاً عن عدم معرفة عديد من السيدات بطرق انتقال العدوى في تلك المواقع». مشيراً إلى أن الجمعية تطالب وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي خطت خطوات تطويرية واضحة خلال السنوات الأخيرة في إصدار لائحة تنظيمية واشتراطات صحية شاملة ومتكاملة حول آليات افتتاح مثل تلك الصوالين وإجراءات العمل فيها؛ بما يضمن سلامة المراجعات لها. ونوّه بأن الجهات المعنية لابد أن تعي تماماً أن تأخير ذلك يعني مزيداً من حدوث إصابات عدوى. وبيّن القحطاني أن الولاياتالأمريكية تشترط وجود تصريح لمزاولة كل نشاط يتعلق بالصالونات، فمجلس التجميل (Board of Cosmetology) التابع لوكالة التصاريح الصحية بولاية أوريجون (Oregon Health Licensing Agency)، يمتلك تنظيماً لأربعة أنواع من التصاريح لخدمات الصالونات، وهي خدمات تصفيف الشعر، والحلاقة، والتجميل، وتقنيات الأظافر. ولكل تصريح لوائح وتنظيمات محددة تضمن سلامة المرتادين لها. كما تمتلك عديدٌ من الدول المتقدمة شروطاً محددة للعاملين في تلك المحال لمزاولة المهنة، ومن ذلك الحصول على تأهيل وتدريب كافٍ، وشهادة دراسية في التخصص، ويشترط اجتياز اختبار إلزامي للحصول على تصريح مزاولة المهنة. وأكد د. القحطاني أن للمستهلك دوراً كبيراً في التبليغ عن أي تجاوزات ومخالفات في تلك المحال، بالتواصل مع رقم طوارئ أمانة الرياض (940).