اعرب عدد من الزبائن الذين يرتادون محلات صوالين الحلاقة بجدة عن دهشتهم من عدم تحرك (أمانة محافظة جدة) ضد الوضع الذي وصفوه ب (البدائي) وقائياً وصحياً داخل عدد من محلات صوالين الحلاقة، وخاصة في الاحياء الشعبية واطراف المدينة.. وقالوا في احاديث أجرتها معهم (البلاد) إن ما كان يتم قبل ثلاثين عاماً، هو نفس الحال الذي يتم الآن داخل أكثر الصوالين، من حيث انعدام النظافة، والضعف الشديد في الرقابة. صالونات جدة عجيبة وقالوا: إن من العجيب أن تتفرج أمانة جدة على الاحوال البائسة لصوالين الحلاقة، وهي تمارس دوراً بدائياً في النظافة، حيث أن المناشف القطنية تتكرر من زبون إلى آخر، وأن الحلاقين أنفسهم لايهتمون بنظافة اجسادهم أو ملابسهم، وليس لهم زي موحد، وان طرق تعقيم الأمواس والمكائن وفرش المعجون بدائية جداً في وسط مدينة كبيرة، وقال لنا أحد الزبائن إن الوضع في بعض قرى منطقة الباحة أفضل بكثير من صوالين جدةالمدينة الكبيرة ، فأنا زرت الباحة خلال الصيف ورأيت الحلاقين يستخدمون دروعاً بلاستيكية للزبائن تستعمل لمرة واحدة، وكذلك مكائن وأمواس الحلاقة تستعمل لمرة واحدة، وهذا في قرية نائية وليس وسط مدينة جدة الكبيرة. ورشة عن الحلاقة من جانب اخر شدد المشاركون في ورشة عمل محلات الحلاقة التي اقيمت في جدة مؤخرا على ضرورة التزام هذه المحلات بالاشتراطات الصحية ، وحذروا من ضعف الإجراءات الوقائية مايجعل هذه الصوالين عرضة لانتقال الأمراض والفيروسات المعدية.وأوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون البلدية يوسف بن صالح السيف أن هذه الورشة تأتي في إطار الاستراتيجية التدريبية التي رسمتها الوكالة وحددت لها عدداً من الأهداف منها الرقي بالخدمات البلدية من خلال رفع مدارك العاملين في الرقابة الصحية ، والتركيز على رقابة محلات الحلاقة وتشخيص واقع تلك المحلات والعاملين بها والأدوات المستخدمة في تقديم الخدمة من خلالها، فضلا عن تزويد المراقبين بأحدث المعلومات والتطورات في العملية الرقابية . وقد نظمت فعاليات الورشة وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع احدى المؤسسات وبالتنسيق مع أمانة محافظة جدة تحت عنوان (الحلاقة الصحية بين الأدوات والارشادات والسلوكيات) ، وتم تكريم 22 من المراقبين الصحيين في مختلف الأمانات والبلديات. أهمية التدريب وأشار السيف خلال الكلمة الافتتاحية أن الوكالة أعطت التدريب أولوية في خططها واستراتيجيتها التي رسمتها بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤونالبلدية والقروية وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز نائب وزير الشؤونالبلدية والقروية. وطالب المراقبين بضرورة تطبيق ما يتعلمونه ميدانيا على اعتبار أنهم ركيزة أساسية تسهم في الرقي بما يقدم من خدمات للمواطنين. وأشار إلى أنه تم استحداث برامج جديدة منها برنامج المراقب المتميز والذي يهدف إلى مكافأة المراقب المجتهد في عمله ويعتمد على اختيار مراقب متميز في كل أمانة وآخر من إحدى البلديات المرتبطة بها وذلك بالتنسيق مع الإدارة المختصة والأمانة لتكريمه. من جهته أكد مدير مؤسسة أدواتي والراعي الرسمي لورشة العمل بدر بن ابراهيم الجفالي أن اهتمام وزارة الشؤونالبلدية والقروية يأتي انطلاقاً من دورها الرائد في الحفاظ على صحة المواطنين بشتى الطرق. وأضاف في كلمته إننا كقطاع خاص شركاء مع القطاع الحكومي فيما يتعلق بالقطاع الخدمي مشيرا إلى أن القطاع الخاص أثبت بالفعل أنه جدير بأن يكون شريكاً في تحقيق المهام الموكلة وبنجاح يحسب له.واعتبر أن الحضور البارز في كافة المحافل للقطاع الخاص وضعنا في موقف تحدٍ من أجل المحافظة على صحة وسلامة المواطنين واستعرض بعض التجارب التي أثبتت أن الاستخدام الواحد لأدوات (الحلاقة) يحد من انتقال الأمراض. العدوى والتعقيم واستعرض المشرف على التوعية الصحية في وزارة الصحة والمستشار غير المتفرغ لمنظمة الصحة العالمية الدكتور عبدالرحمن يحي القحطاني المحور الأول تحت عنوان "العدوى والطرق المستخدمة في التعقيم والتطهير للأدوات واشتراطات العاملين" أهم طرق انتقال العدوى والتي يمكن أن تحدث عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى والأغشية المخاطية. وأوضح أن طرق انتقال العدوى في محلات الحلاقة تكمن في استخدام أدوات ملوثة بالدم أو بعض سوائل الجسم , ولمس الأسطح الملوثة بالميكروب وملامسة الجسم المفتوح بأدوات أو يد ملوثة بالميكروب , كما أنها يمكن أن تنتقل عن طريق التنفس والسعال والعطاس، مضيفاً أن أبرز النقاط المحتملة لانتقال العدوى في محلات الحلاقة ومراكز التجميل النسائية تتمثل في الأمواس وملاقط الشعر والمقصات والمناشف والأغطية الملوثة والكريمات والسوائل عند استخدامها بطريقة غير آمنة.وألمح إلى أن أهم الأمراض المعدية في الصوالين هي الفيروسات من انفلونزا موسمية وانفلونزا خنازير والتهاب الكبد الفيروس (ب) و (ج) والايدز وكذلك من البكتريا والفطريات والطفيليات. وشدد على أن أهم الاشتراطات الصحية للوقاية والحد من انتشار العدوى في صوالين الحلاقة هي الاشتراطات المتعلقة باستخدام الأدوات وتطهيرها وتعقيمها واستخدام الأدوات ذات الاستعمال الواحد وكذلك الاشتراطات المتعلقة باستخدام المواد بطريقة آمنة والاشتراطات المتعلقة بنظافة موقع العمل وسلامة العاملين. وطالب في التوصيات بضرورة تطوير الاشتراطات الصحية في وزارة الشؤونالبلدية والقروية وترجمتها لعدة لغات خاصة فيا يتعلق بالأدوات ذات الاستخدام الواحد ودراسة وتقييم تجربة أمانة الرياض حول الاشتراطات الصحية في الصوالين والتي تتضمن توفير الأدوات ذات الاستخدام الواحد وبرنامج للتوعية باستخدام الأدوات الخاصة بالعميل وذات الاستخدام الواحد وإنشاء موقع الكتروني للتوعية بطرق الوقاية من العدوي في صوالين الحلاقة والتجميل. الوقاية الصحية وأكد المشرف على برنامج المدن الصحية بالإدارة العامة للصحة الوقائية حمد بن خالد الخويلد أهمية الوقاية الصحية في صوالين الحلاقة كونها إحدى وسائل انتشار الإمراض المعدية ، محذرا من أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية يؤدي إلى انتقال الميكروبات من شخص إلى آخر . وأشار إلى أن أبرز المشاكل الصحية التي تحدث في صوالين الحلاقة هي الأمراض المعدية والجلدية . وتحدث عن أهم الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في صوالين الحلاقة من رخص مزاولة المهنة والتهوية والإضاءة المناسبة وتوفير جهاز التعقيم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية وتوفير صابون لغسل اليدين وعدم استخدام نفس الأدوات لأكثر من شخص أثناء الحلاقة وتوفير حاويات خاصة للشفرات المستخدمة فضلا عن ضرورة أن يكون الحلاق ذوى مستوى عال من الوعي حول كيفية تعقيم الأدوات المستخدمة في الحلاقة. وأضاف أن هناك لجاناً مشتركة تتولى إعداد خطة عمل ومتابعتها وهناك مهام لأصحاب الصوالين والحلاقين ومنها مساعدة الجهات المعنية في تطبيق المشروع الوقائي وتسهيل مهام اللجان الفرعية والالتزام باللوائح والتعليمات وتوفير الوسائل والأجهزة الوقائية في صوالين الحلاقة.