وزّعت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، أمس، السلال الغذائية الثلاث على ألف عائلة في مخيم «السايبر ستي» و»حدائق الملك عبدالله»، وعلى لاجئين بالقرب من منطقة الرمثا الحدودية، ضمن الدفعة الثانية من السلال على اللاجئين السوريين في الأردن. وأوضح مدير التنسيق والمتابعة للحملة يوسف الرحمة ل»الشرق»، أنه تم توزيع السلال الغذائية الثلاث «سلة الأسرة، والطفل، والصحية»، على ألف أسرة سورية لاجئة بواقع ثلاثة سلال لكل أسرة، مبيناً أن التوزيع شمل مائة عائلة في «مخيم السايبر سيتي» و300 عائلة في مخيم «حديقة الملك عبدالله»، إضافة إلى 600 أسرة سورية تقيم في منطقة الرمثا الحدودية. وبيّن الرحمة أن السلة الأولى تحوي مواد غذائية، فيما الثانية تحوي مواد غذائية للأطفال، والثالثة حقيبة صحية تشمل المنظفات والمطهرات والصابون والشامبو ومساحيق غسيل الملابس ومستلزمات النظافة. «الشرق» والحالات الإنسانية في «السايبر سيتي والحدائق» روى السوريون في مخميْ السايبر سيتي وحدقائق الملك عبدالله، قصصاً مأساوية عما حدث لهم قبل دخولهم الأردن، وكيف فقدوا أبناءهم وأقاربهم على يد الجيش السوري. أبوخالد: ذبحوا تسعة من أبنائي في بيتي لم يتمالك أبوخالد (52 عاماً)، من كرم الزيتون في حمص، نفسه حينما أشار له أحد أصدقائه ليخبره بمقابلة «الشرق» له، وانهمرت دموع الأب، وقال: لزمت منزلي مع أبنائي التسعة، خوفاً من الشبيحة الذين أخذوا يداهمون البيوت في حمص حينها، مضيفاً لم أمكث طويلاً إلا وأفاجأ بمداهمة بيتي من قبل خمسة أشخاص مسلحين، وقاموا على الفور بذبح أبنائي التسعة بالسكاكين أمام عيني، وسط صيحات وترجي الأبناء التي لم يلقوا لها بالاً. يسكت أبوخالد لفترة أجهش خلالها بالبكاء، ويردد ياليتهم ذبحوني معهم. الغنطاوي: فقدت بلال ويحيى لا تختلف مأساة عبدالعليم الغنطاوي (43 عاماً)، الذي وصل الأردن قبل شهر ونصف، قادماً من «بابا عمر,»، عن مثيلاتها من المآسي التي خلفها نظام الأسد، ويقول الغنطاوي هربت مع أبنائي الستة وزوجتي بسيارة أحد الجيران، ولكن سرعان ما اعترضتنا دورية مسلحة، أطلقت النار علينا في شكل عشوائي، ليسقط ابني بلال (13 عاماً) ويحيى (11 عاماً) أمامنا داخل السيارة. وتضيف زوجته، والعبرة تخنقها، لا أستطيع تخيل ذلك المشهد الذي سقط فيه ولداي في حضني برصاص ظالم لا يرحم. أبوعمار: شهدت حالات ذبح وحرق ويقول أبوعمار (خمسون عاماً)، من حمص، وكان متطوعاً مع زوجته في إسعاف المصابين من القصف، حيث فتح منزله ليكون مقراً لإسعاف الجرحى، الذين ينقلهم هو وغيره من المتطوعين لمنزله ليسعفوا ما يمكن إسعافه من الحالات، شاهدت بعيني جرائم كبيرة يرتكبها عناصر الجيش الأسدي بحق المواطنين، منها عائلة كاملة فلسطينية تم إحراقها بمنطقة كرم الزيتون بعد ذبح أفرادها، وتتكون من سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات إلى ستين سنة. وسمى أبوعمار أسماء كثيرة وعوائل يقول عنها إنها معروفة بحمص تم قتلها ببيوتها بطرق بشعة وبدون رحمة سواء كانت بالحرق أو بالذبح أو بالرمي بالرصاص. وأضاف أبوعمار: اعتقلت بعد إصابتي أثناء إسعافي لأحد المصابين بالخالدية، ومكثت في المعتقل شهراً ونصفاً، ذقت خلالها أنواع العذاب الجسدي «الصعق الكهربائي والضرب»، قبل أن أدفع مالاً لأحد الضباط ليتم إخراجي من المعتقل وأنزح إلى الأردن ويتم علاجي بها. جهود مبذولة من الجانب الأردني للاجئي سوريا تعمل السلطات الأردنية جاهدة لتقديم أفضل السبل المتاحة لتوفير حياة كريمة للاجئين السوريين على أراضيها، حيث وفرت لهم بالتعاون مع المنظمات الدولية مخيمات الإيواء رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأردن. وقام وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، بتنظيم زيارات ميدانية للسفراء العرب والأجانب على المخيمات السورية بهدف تقديم المساعدات وإبراز الاحتياجات التي يطلبها اللاجئون بهدف تحقيقها. ومن الملاحظ ما تقوم به الحكومة الأردنية من تطوير للبنية التحتية لمخيمات اللاجئين السوريين، وتشتمل على تأسيس خطوط مياه ووحدات للكهرباء تنير المخيمات وتوفير أكثر من ستة عشر موقعاً لألعاب الأطفال، بالإضافة لتوفير أوانٍ فخارية لتبريد المياه في كل خيمة. مسنة سورية تتلقى مساعدات عبدالعليم الغنطاوي.. قتلوا أمامه طفليه طفلة سورية فقدت أخويها لاجئة سورية مسنة (الشرق)