كشفت مصادر إعلامية أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يستعد لتكليف وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، كولن باول، وسيطا أمميا في ملف الصحراء خلفا لمواطنه كريسوتفر روس، الذي سحب المغرب الثقة منه. وذكرت ذات المصادر أن اسم كولين باول بات مطروحا بقوة داخل دواليب الأممالمتحدة بعد أزمة الثقة التي انفجرت، أخيرا، بين الرباط وكريستوفر روس. وكان المغرب قرر سحب الثقة من الوسيط الأممي في ملف الصحراء، واتهمه بعدم الحياد وتجاوز الصلاحيات الموكلة إليه، إضافة إلى تجاهله مقترحات المغرب التي لم يكن يدرجها في تقاريره المرفوعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وسبق أن تداولت وسائل إعلام دولية اسم كولن باول ليحل مكان الهولندي فان فالسوم سنة 2008، بعد أن سحبت الجزائر والبوليساريو الثقة من الأخير، بسبب تقريره الذي أكد فيه أن خيار الاستقلال الذي يدعو إليه هذان الطرفان مستحيل وغير واقعي. غير أن المصادر ذاتها قالت إن كولن باول رفض ساعتها العرض، معتبرا الوساطة في هذه القضية "انتحارا". من جانب آخر، قال وزير الخارجية والتعاون المغربي: إن سحب المغرب ثقته من كريستوفر روس لا تعني معارضة قرارات مجلس الأمن. ودافع العثماني، خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية، أول أمس الخميس بالرباط، عن هذا القرار "الجيد والمسؤول"، وأوضح أنه يروم الدفع في اتجاه مراجعة شاملة لمسار ملف الصحراء وعملية التفاوض. ويشار إلى أن ملف الصحراء لا يزال يراوح مكانه بسبب تعثر المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الرباط وجبهة البوليساريو. وفي الوقت الذي تقترح فيه الرباط حكما ذاتيا موسعا لسكان الصحراء، تطالب جبهة البوليساريو بانفصال الصحراء عن المغرب.