التسليم العريض من المشاهدين السعوديين بفشل الدراما السعودية سنوياً يتكرر هذا العام، حالة التهريج المملة تكاد تكون السمة الأبرز دائماً. ليست هناك مشكلة في هذا السوء قدر ما هو المؤسف والخطير في الأمر، ما يحدث من تشويه وتسطيح لعديد من قضايا المجتمع المهمة التي تستحق أن يتم نقاشها بعمق واحترافية (حتى صور السخرية والفكاهة تحتاج جدية وليس تهريجا) وللأسف العائد المالي هو رقم واحد ولا قيمة للفن وللتاريخ وللمتلقي. الفنان حبيب الحبيب، أتساءل عند مشاهدة بعض مشاركاته الفنية مؤخراً والاستعراضية كذلك، هل هذا الفنان كان البطل المدافع عنه بشدة في معركة تحرير المسرح والفن من براثن الجمود والانغلاق في 2006م! وذلك في “غزوة كلية اليمامة الشهيرة”. هل هذا الحبيب هو الرهان الذي اتخذته المعركة أنموذجاً ودافع عنه كل من آمن بالتنوير وبالوسطية وبحق الفن في الحياة أمام قوى التشدد ذلك الحين؟! للأسف لقد خاب الرهان.. إن كانت مقاصد الفن والتمثيل والوعي بتلك الحقوق هي استفزاز الآخر، فتلك مقاصد فاشلة نقولها من الآن. إن كان الفن ليس للحياة ولإنقاذ وعي الناس من الانحطاط وللدفع بهم نحو الارتقاء بالذات فذلك ليس فنا. ولا يستحق أن يناضل أحد لأجله. أنموذج حبيب الحبيب الحالي للأسف يسعى لتخييب آمال كل من رفع قلمه وصوته نصرة للفن ولحرية الفن ولمنطلقاته الناضجة وعياً وأداء منذ هجوم 2006م وحتى اليوم! ينطبق الأمر بالإجمال على عدد من ممثلي الدراما السعودية (نجوم الشباك التهريجي) منهم كذلك الفنان فائز المالكي والفنان حسن عسيري وآخرون. Retweet: إن هذه هي الإمكانية الوحيدة المتاحة لنا: أن ننظر فيما أكده آرتو، وميرخولد، وستانسلافسكي، وجروتوفسكي، وبرخت.. وأن نقارن بين هذا وبين الحياة في المكان الذي نعمل فيه. المسرحي البريطاني – بيتر بروك