غضب الرجل «غضبة مضرية» كما يقولون لأن التشكيل الوزاري الأخير قد خلا من اسمه رغم أنه أحد الأعمدة الأساسية في مكتب «إرشاد الإخوان المسلمين» وأحد أبرز قياداتهم، ومن ثم فإنه من حقه -كما تتصور- قطعة من «ثروته مصر» التي تقاسمها بقية قيادات الإخوان – بما في ذلك التشكيلة الجديدة لرؤساء الصحف القومية – فمن تصوروا أننا نعيش «عصر الإخوان» الذين أصيبوا بلوثة السلطة فور أن أخرجتهم ثورة يناير من سجون مبارك، ومن طبائع جماعة الإخوان أنك إذا مددت يدك إليهم بالود أكلوا «دراعك» كله ضمن الرغبة العارمة في البطش الذي حرموا منه طويلا، حتى لو تم ذلك البطش بأناس لم يسيئوا اليهم يوما ما ! وبسبب ذلك التجاهل لشخصية واحد مثل «الإخواني محمد البلتاجي» فإن الرجل الذي كان هو المدافع اليومي الأول عن أي هجوم يشنه المصريون كراهية لانتهازية تلك الجماعة في ظروف مصر الحالية قد تحول إلى النقيض في مهاجمته لرئيسه الإخواني محمد مرسي الذي وصل العرش المصري مع أنه –قبل الوصول- كان من أكبر وأنشط الدعاة لانتخابه، إلا أن الغضب الحالي للبلتاجي يؤكد أن محبته لمرسي لم تكن خالصة «لوجه الكريم» وإنما كانت «لغرض في نفس يعقوب» الذي ليس هو النبي، فلما لم يتحقق الغرض غضب «البلتاجي يعقوب» من «مرسي» الذي كان هو المرتجي قبل أن يخلى ب»يعقوب» ..؟ ولأن «البلتاجي يعقوب» يدرك أن الفرصة التي تذهب لا تعود، فقد أحس أن تخلي مرسي يعني أنه لن يرى «المقعد الوزاري» أبدا، ذلك أن مرسي نفسه لا يضمن –بما يحمله المصريون له وللجماعة- أن يبقي على مقعد الرئيس طويلا، ذلك أن الأيام –بينه وبين المصريين- سوف تكون هي الفيصل .. وبيننا الأيام..! ولأن دفاعه عن نفسه سوف يضحك المصريين، فإن الرجل –أخذ بالأحوط – قد ادعي في ثورته ضد مرسي حرصه البالغ على تحقيق أهداف ثورة يناير مع احتمال أن يكون هو نفسه من بين «قناصة الأسطح» الذين قتلوا الدفعة الأولى من الثوار قربى لحسنى مبارك.. وطمعا في العفو عن الجماعة المحظورة.. التي لم يصدر لها حتى الآن حكم بالعودة إلى النشاط ..!