قال مصدر مصري مطلع إن قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإحالة أبرز قيادات المجلس العسكري ومن بينهم وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان تم بالتنسيق بين كل الأطراف. وكشف المصدر ل «الشرق» أن المشير طنطاوي نفسه هو من رشح اللواء عبد الفتاح السيسي لخلافته في منتصف يوليو الماضي إبان التشكيل الوزاري. وقال المصدر «كل شيء تم بالتنسيق بين الجانبين ومنذ فترة طويلة وكان سيتم في يوليو كجزء من تكريم المجلس العسكري»، مشدداً أنه «لا صحة لما أشيع عن كون المشير طنطاوي والفريق عنان فوجئا بالقرار». وتابع المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، «الترتيبات الأولى للقرار تمت في جلسة سحور في بداية رمضان حضرها قيادات من المجلس العسكري حيث جرى طرح اسم اللواء عبد الفتاح السيسي خليفة لطنطاوي في التشكيل الوزاري بناءً على ترشيح طنطاوي نفسه ومباركة أعضاء المجلس العسكري». وأضاف المصدر «شيء غير معلوم تم حينها وفوجئنا جميعا باستمرار المشير في منصبه»، متابعا «المشير كان دائم القول أنه يريد الخلود للراحة بعد مسيرة عطاء طويلة للوطن»، وأفاد المصدر أن اسم المشير طنطاوي طُرِحَ في تلك الآونة ليشغل منصب نائب الرئيس الذي عيَّن فيه الرئيس مرسي المستشار محمود مكي. وكان المشير طنطاوي تم اختياره وزيرا للدفاع في حكومة الدكتور هشام قنديل مطلع الشهر الجاري ليضع حدا لجدل كبير حول استمراره في منصبه كوزير للدفاع لكن سرعان ما جرت إحالته للتقاعد بعد أقل من أسبوعين من قسمه اليمين الدستورية. وألقى هجوم رفح الذي أوقع 16 قتيلا بين صفوف الجيش الضوء على قصور أمني كبير على الحدود، وهو ما يراه مراقبون مبررا للتغييرات في قيادة الجيش وربما كان سببا في صدور قرار إحالة طنطاوي بشكل مفاجئ. في سياقٍ متصل، قال المسؤول عن الصفحة الرسمية للمجلس العسكري على موقع «فيسبوك» إن المجلس أدى الأمانة وعبر بمصر إلى بر الأمان وسلمها إلى السلطة الشرعية التي انتخبها الشعب المصري «وقد آن الأوان ليستريح الفارس بعد عناء الرحلة»، حسب تعبيره.