أوضحت إدارة المجمع الصحي التابع لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، أن التعامل مع أي نزيل من نزلاء المجمع يتم تحت إشراف مباشر وتقييم مستمر من الاختصاصيين والمسؤولين به. وذكر الاختصاصي الاجتماعي مكي عيسى آل خليفة ل”الشرق” أن النزيل محط اهتمام أي عامل في المجمع، ومعاملتهم بالإجمال جيدة وتتسم بالمسؤولية، مضيفاً أن العمالة تخضع للتدريب بشكلٍ دائم لتطوير العمل. رحلات داخلية وقال آل خليفة إن الإدارة حريصة على أن تُشعر النزيل بأنه في منزله، بدءاً من لحظة دخوله واستقباله والترحيب به، حتى سؤاله عن ماضيه وذكرياته وإنجازاته والإصغاء إليه. وأكد آل خليفة على أهمية ملء فراغ المسنّ بالأمور النافعة وأخذه في رحلات داخلية من أداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسة، إلى جانب دفعه للمشاركة الاجتماعية وحضور المناسبات ومساعدته على التكيف مع وضعه الجديد، ومراعاة التغيرات العضوية والنفسية والعقلية، وأيضاً حمايته من مخاوف الكهولة، منها الخوف من فقدان المركز الاجتماعي والقلق بشأن الحالة الصحية والمادية، خاصة حين تساوره مشاعر انعدام الفائدة واستنفاد الفاعلية وازدياد مرارة الشعور بالوحدة كلما قل الناس من حوله خاصة الأولاد والأهل، أو تناقص الأصدقاء. وأبان أن إجراءات إدخال أي نزيل للمجمع تخضع لاشتراطات لا يمكن تجاوزها، أو التغافل عنها لقبول رعايته صحياً واجتماعياً، مضيفاً أن الشروط تنص على أن يكون مقدم الطلب هو ولي الأمر الشرعي للمريض، وأن يتعهد بالتعاون مع إدارة المجمع الصحي الاجتماعي في كل شؤون النزيل. وأضاف آل خليفة أن الشروط لا تقتصر على ذلك، فلابد من التأكد من خلو الحالة من الأمراض السارية والمعدية بموجب تقرير طبي، وأن تكون حالته مستقرة ولا يحتاج لرعاية متخصصة، إضافة للتيقن من أن أحداً لا يستطيع إعالته ورعايته بحيث لا تكون من الحالات المقدور على خدمتها في المنزل. دمج النزلاء وأشاد آل خليفة بالخطوة التي أقرها طبيب المجمع الصحي والاختصاصي النفسي، المتمثلة في دمج النزلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن بعد دراسة الحالات الموجودة، مبيناً أن التفاعل الحاصل بين الفئتين خطوة إيجابية أسهمت في تحسن الحالة الصحية للنزلاء، فكبار السن بحاجة للحديث باستمرار وعدم عزلهم عن المجتمع، كما أن عديداً من كبار السن لا يستطيعون الحركة، وبعضهم مصاب بالشيخوخة، مضيفاً أن طاقم المجمع حريص أيضاً على صحة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إعطائهم الأدوية والحفاظ على برنامجهم الصحي اليومي. جدولة يومية وأوضح آل خليفة أن المجمع الصحي وضع جدولة يومية لبرامج النزلاء تتضمن السباحة، وتناول الوجبات الثلاث بشكل جماعي، ومزاولة رياضة المشي للقادرين عليها، وإعطاءهم الفرصة لمشاهدة التلفاز، كما تتاح الفرصة لبعض النزلاء لزيارة الأصدقاء والأهل حسب جدول معد على مدار الأسبوع بمقدار يومين في الأسبوع لكل نزيل، مشيراً إلى أن المجمع وضع خطة للعلاج عن طريق العمل بإشراك النزلاء في الأعمال البسيطة التي تمكنهم من تلافي الاكتئاب والهوس، وبيّن أن توجيه نشاط النزيل يساعده في التعبير عن مشاعره وزيادة قدرته على التركيز، وهو برنامج أثبت فائدته لدى حالات مرضى الفصام، مبيناً أن تطبيق البرنامج رهن بصحة النزيل نفسه وشخصيته. مؤكداً حرص إدارة المجمع على إيجاد حلقة وصل بين النزلاء وأهاليهم، مقيّماً ذلك بالجيد جداً، إلا أن بعض الحالات لا تتوفر لها الفرصة لانعدام وجود أقارب مباشرين لهم، فتكون الزيارات الخاصة بهم للأقارب من الدرجة الثانية. وأشاد آل خليفة بالخطوة التعاونية بين المجمع الصحي وبين مركز التأهيل الشامل لاستقبال بعض الحالات من المجمع للتحصل على الخدمات والرعاية الملائمة. يشار إلى أن عدد العاملين في كلا القسمين النسائي والرجالي يبلغ ستة في الفترة الصباحية، إلى جانب ممرضين ومساعد ممرض وثلاثة من المشرفين على النظافة، فيما يتقلص عدد العاملين مساءً لأربعة، وممرض وثلاثة من المشرفين على النظافة، أما فترة منتصف الليل فيوجد اثنان من العاملين، بالإضافة لممرض ومساعد ممرض وعامل نظافة.