احتفلت البرازيل الجمعة بمرور مئة عام على ولادة جورجي أمادو كاتب ولاية باهيا الشهير الذي كانت قصصه المزركشة تتمحور على الملذات والاختلاط العرقي، وهي أمور طبعت هوية هذه الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد. وترجمت أعمال أمادو الذي توفي قبل 11 عاماً إلى 49 لغة. ومواطنه الوحيد الذي يتجاوزه في هذا المجال هو باولو كويلو. وحولت أعماله إلى مسرحيات وأفلام سينمائية، ومسلسلات تلفزيونية، فضلاً عن عروض مدارس السامبا خلال الكرنفال الشهير. ويقول تياغو نوغويرا، ناشر جورجي أمادوا في دار “كومبانيا داس ليتراس” للنشر “كان كاتباً عظيماً يسجل مبيعات كبيرة، وهو أمر لم يكن ينظر إليه النقاد بعين الرضا في تلك الفترة”. ويتابع قائلاً “كان يقدم رؤية متفائلة عن البرازيل ومتقدمة جداً حول التوفيقية الدينية والاختلاط العرقي. كان متقدماً جداً على عصره”. وكرم البرلمان البرازيلي رسمياً خلال الأسبوع المنصرم الكاتب الذي يحتفى به خلال السنة الراهنة في دول عدة من خلال معارض وجلسات نقاش واستعادات. وحاز فيلم مستوحى من روايته الشهيرة “قبطان الرمال” الشهر الماضي جائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما البرازيلية في لوس أنجليس. وقد أخرجت الفيلم الطويل هذا حفيدة الكاتب سيسيليا أمادو، وهو يروي مغامرات أطفال من أحياء سلفادور دي باهيا الفقيرة جداً في خمسينيات القرن الماضي. وفي ساو باولو، قدم متحف اللغة البرتغالية على مدى أربعة اشهر معرضاً استعادياً بعنوان “جورجي أمادو عالمي”، مستعيداً مسيرة الكاتب من خلال صور ومخطوطات وأفلام ومقتنيات شخصية. والجمعة، أقام المغني كايتانو فيلوسو، وهو من باهيا أيضاً حفلة على شرف أمادو في ساحة الكاتدرائية في سالفادور. ومن بين أشهر أعمال الكاتب “غابرييلا، قرنفل وقرفة”، و”دونا فلور وزوجاها”. وتجري أحداث كتاب “غابرييلا” الذي كتبه في العام 1958 في مدينة أيلوس التي أمضى فيها الكاتب القسم الأكبر من طفولته. وكتاب “التشويق” السياسي والنقد الاجتماعي والقصة الفلكلورية والعاطفية هذا، يجمع بين قصص الشغف والخيانة الزوجية والاغتيالات، وقد حول إلى مسلسلات تلفزيونية عدة. أما “دونا فلور” العائد إلى العام 1966 فيروي قصة فلوريبيديس الأرملة التي تتزوج مجدداً، إلا أن حياتها تضطرب مع ظهور شبح زوجها الأول. وقد حوله برونو باريتو إلى فيلم سينمائي وضع موسيقاه تشيكو بواركي، وحقق نجاحاً كبيراً في العام 1976. وقد شكل الانطلاقة الفعلية للممثلة صونيا براغا. وتتناول غالبية روايات جورجي أمادو حياة الخلاسيين في الطبقات الفقيرة جداً، والتي تختزن غنى كبيراً في رأيه. وقال البرتو دا كوستا أي سيلفا من الأكاديمية البرازيلية للآداب لتلفزيون “أو غلوبو” مؤخراً “كان يرى الاختلاط العرقي على أنه كنز وطني ينبغي تثمينه والمحافظة عليه. وكان على اقتناع بأن هذا الاختلاط على كل المستويات يميزنا عن بقية العالم”. وحاز أمادو كثيراً من الجوائز في البرازيل وفي الخارج، وكان ملحداً وملتزماً كبيراً في السياسة. وكان ناشطاً شيوعياً عندما كانت البرازيل ترزح تحت قبضة الأنظمة الديكتاتورية، وقد أدخل السجن في العامين 1936 و1937 قبل أن ينتقل إلى المنفى في الأرجنتين والأورغواي بين العامين 1941 و1942. انتخب نائباً عن ساو باولو في العام 1945 تحت راية الحزب الشيوعي، واضطر مجدداً إلى مغادرة البلاد والانتقال إلى باريس (1948-1950)، ثم براغ (1951-1952). ولد جورجي ليال أمادو دي فاريا في العاشر من أغسطس 1912 في مزرعة للكاكاو في إيتابونا (جنوب باهيا)، وتوفي في سالفادور في السادس من أغسطس 2011 قبيل بلوغه التاسعة والثمانين. أ ف ب | ساو باولو