اعتلت الفنانة السورية أصالة نصري في أجواء غلب عليها الطابع السياسي الليلة الماضية خشبة مهرجان قرطاج، وغنت للثورة والحرية لسوريا، متمنية النصر لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون ضد قوات النظام الرئيس السوري بشار الأسد للمطالبة بتنحيه. وجاء حفل أصالة ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان قرطاج، وسط تواتر أنباء عن اعتزام مناصرين للرئيس السوري بشار الأسد إفساد حفلها وطردها من المسرح. وشنت بعض صفحات المواقع الاجتماعية على الإنترنت منذ فترة حملة شرسة ضد الفنانة السورية أصالة نصري طالبوا على إثرها بمقاطعة حفلها الذي أقيم مساء أمس الجمعة في مسرح قرطاج الدولي، على خلفية تصريحاتها التي دعت من خلالها إلى سقوط نظام بشار الأسد. لكن إجراءات الأمن المشددة في دخول مسرح قرطاج جعلت أغلب حاضري الحفل من محبي النجمة السورية. وخضع كل المتفرجين إلى إجراءات تفتيش دقيقة، ومنع إدخال عدد من المواد التي يمكن أن تلقى على المسرح. وبدا أن أصالة التي عرفت بتأييدها للانتفاضة الشعبية السورية منذ انطلاقها ترغب بدورها في تسييس حفلها، حيث تكلمت كثيراً عن الانتفاضة السورية، وعن مناصريها ومنتقديها، وقالت إن هذه التجاذبات لن تحبط إصرارها على دعم ثورة الأبطال. ولم تتمكن أصالة من مغالبة دموعها وهي تغني بتأثر “يا طيرة طيري يا حمامة”، فتوقفت عن الغناء للحظات لتكفكف دموعها التي قالت إنها لا تحرجها، بل هي “دموع تفتخر بها”. أصالة شدت بباقة من أغانيها التي اشتهرت بها، وخصوصاً الحزينة منها، مثل “لو تعرفوا”، و”قد الحروف”، وغنت “طال المطال” من التراث السوري، ولكنها كانت في كل مرة تهدي أغانيها إلى “شبان وأبطال الثورة السورية الصامدين”. وقطعت أصالة أغانيها عدة مرات لتخاطب الجمهور وتحدثه عما يجول بخاطرها عن السياسة قائلة “أنا في العادة لا أقترب كثيراً من الجمهور، لأني أشك حتى في خطواتي”. وتلحفت أصالة بعلم الثورة السورية الأخضر والأبيض والأسود، الذي تتوسطه نجمتان، وهي تغني لبلدها، قائلة “لو ما رجعتش لي ما ابقاش أنا”. “وما بحبش حد إلا انت”. وتوقفت عن الغناء لتقول إنها كانت خائفة من اعتلاء قرطاج هذه المرة بسبب مزاعم عن وجود بعض المجموعات المشككة في مبادئها وقيمها بسبب مناصرتها للانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت “لكن الجبان لازم يبقى مختبئ.. وأنا اعرف أنهم أقلية وأنكم الأغلبية، وأعرف أن الثوار هم أنتم، وأن الشجعان هم أنتم”. وحضر حوالي خمسة آلاف متفرج حفل أصالة في المسرح الذي يتسع لحوالى 10 آلاف. ودعت أصالة في سهرتها التي جاءت بنكهة سياسية الحضور للدعاء بنصر شباب سوريا وبحريتهم، قائلة إنها ستواصل دعمها للانتفاضة، ولقيم الحرية، ولحرية بلدها الذي يرزح تحت وطأة القتال بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. رويترز | قرطاج