تطور» تبادل الأطباق» بين الجيران في رمضان، من الاقتصار على إعداد الأكلات الشعبية، إلى تحضير «المعجنات» و«الحلويات» بجانبها، وتوضح أم سالم أنها لا تستطيع تفويت يوم من رمضان دون أن ترسل لجيرانها طبقا من «الهريسة»، وهي أكثر الأطباق الشعبية تداولاً، إضافة إلى «الأرز الحساوي»، وتضيف أن هذه العادة تنتشر بشكل كبير بين أهالي القرى، والحارات الشعبية، بينما تقل في المدن. وتقول أم زيد أن تداول الطعام بين الأقارب في رمضان، الذي يكون غالبا قبل أذان المغرب بدقائق، ليس مجرد عادة رمضانية قديمة، حيث أن له أبعادا اجتماعية رائعة، فهو يقوي التواصل ويورث المحبة، لأنه يعتبر نوعا من الهدايا التي حث الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام، إضافة إلى وجود أسر فقيرة، ربما يكون هذا الطعام قوتها الوحيد للإفطار، فيسد جوعهم.وتؤكد أم صلاح تطور نوعية الأطباق المتبادلة، فلم يعد الأمر قاصرا على الأطباق الشعبية، بل إن أطباق المعجنات والحلويات اخترقوا القاعدة، وكما اختلفت الأطباق، اختلفت الأغراض، فلم يعد التبادل للتواصل فقط، بل للتباهي والتنافس بين الجارات في تقديم الجديد، كما أن فيه تخفيفا لبعض العبء عن كاهل الموظفات اللواتي لا يملكن الوقت الكافي لإعداد أطباق الإفطار لأسرهن، ويبين أبو محمد أن هذه العادة تتضمن تقديم الطعام للفقراء والمغتربين في المساجد، حيث يحرص أغلب أهالي الأحساء على تحصيل أجر إفطار الصائم. وذكرت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن هذه العادة، تساهم في ترسيخ قيمة التواصل الاجتماعي داخل نفوس الأطفال، وتربيتهم على العطف والرحمة و المحبة بين الفرد والآخر، والحقيقة أن كثيرا من العادات الاجتماعية المتوارثة هي في حقيقتها وسيلة تربوية لتوصيل وزرع قيمة ما، داخل نفوس الأطفال.