من الأشخاص الذين فقدناهم كمجتمع عسيري الأديب يحيى بن إبراهيم الألمعي، ففي مثل هذه الأيام كان يحلو لنا الحديث مع هذه الشخصية الرائعة التي عاركت الحياة وكتبت أجمل السطور في ذاكرة المكان والزمان، كان أخر حديثي معه عن كتابه «أدب الرحلات في عسير» ولم أتشرف بقراءته رغم اطلاعي على كل إنتاجه الأدبي وقال عندي نسخة واحدة في مكتبتي وحاول رحمه الله منحي فرصة قراءة هذا الكتاب واعتذرت منه خوفا على ضياعها من جهة وعلى أمل أن أجد نسخة أملكها من أي مكتبة أو من أي صديق. الأديب والشاعر والصحفي المعروف يحيى بن إبراهيم الألمعي، وهو شاعر وأديب من الرعيل الأول الذي مارس العمل الإعلامي، بدأ مشواره مراسلاً لجريدة الندوة عام 1375ه. وتقلد مناصب عدة في مشواره الوظيفي، وهو من مواليد عام 1356ه في رجال ألمع. وقد نشأ نشأة صالحة في حجر والده الذي كان من الأثرياء، ومن أعيان بلدته، وسوف أورد سيرته في كتابي الجديد «فرسان من عسير» فسيرته عطرة وإنتاجه الأدبي فخر لأسرته وللمنطقة بأكملها، أسلم روحه لله وهو متأبط لمخزون ثقافي وديني رفيع، عاش برتبة أديب عفيف ومات برتبة عظيم، تجاربه الكفاحية فريدة، وإحساسه الشعري ترك جرحا عميقا في مشاعره، لم ينصفه أحد عدا ومضات شحيحة من نادي أبها الأدبي، ترك الألمعي دار الدنيا وخلف لنا سيرته العطرة وإنتاجه الأدبي الرفيع وقيمته التي يفخر بها أبناؤه ومحبوه، رحم الله الألمعي وبشاشة والأسمري وأسكنهم فسيح جناته، أدعو لهم وذكروا أهل حفل الوفاء السنوي عساهم يتذكرونهم!!