يبدو ان الوفاء ورد الجميل اصبح عملة صعبة للغاية في هذا الزمن الغريب الطاغي بالماديات. هذا ما لمسته عند قراءتي لخبر وفاة الاديب الشاعر يحيى بن ابراهيم الالمعي في احدى الصحف الالكترونية دون الصحف الورقية المحلية التي اهملت خبر وفاة هذا الاديب الذي خدمها لعدة سنوات مراسلاً وكاتباً ومحرراً وشاعراً وذلك في زمن البدايات حيث يعتبر من رواد الصحافة في بلادنا حيث عمل مراسلاً لصحيفة (الندوة) من عام 1376ه ثم محرراً في صحيفة اليمامة والبلاد والجزيرة والرياض والمدينة على مدى اكثر من 40 عاماً ومع هذا كله لم تنشر هذه الصحف شيئاً عنه واغفلت خبر وفاته بطريقة تدعو للتذمر ولو كان الرجل في احد الارياف البعيدة او مدن الاطراف التي لا يوجد بها مراسلون لقبلنا العذر ولأغضضنا الطرف ولقلنا لم يصلهم الخبر، لكن الراحل كان يعيش في مدينة أبها التي تعج بالمراسلين لكل من الصحف المذكورة وهو قامة ادبية معروفة، خدم بلاده في مجالات متعددة منها انه كان احد المسؤولين في منطقة عسير من الجوازات والجمارك في ظهران الجنوب وفي بيشه وفي ابها حتى احيل للتقاعد، اما من الناحية الثقافية فهو يعد من الرعيل الاول المهتمين بالشأن الثقافي والادبي في منطقة عسير حيث اصدر عدداً من المؤلفات القيمة في مجالها منها كتابه الرائد (رحلات في بلاد عسير) الذي غدا على صغر حجمه مرجعاً مهماً للباحث في تاريخ وجغرافية منطقة عسير ومنها كتاب الامثال الشعبية في المنطقة الجنوبية الصادر عام 1401ه وله مخطوط بعنوان الايضاح والتيسير في تاريخ عسير لعل يرى النور قريباً اما دواوينه الشعرية فله ثلاثة دواوين وهي عبير من عسير وروابي من عسير وديوان لمسات اذاً ما عذر صحفنا في عدم الوفاء لاعلامنا الذين يمثلون ادبنا وثقافتنا وتراثنا خير تمثيل وهنا سؤال يطرح نفسه اذا كان هؤلاء غير جديرين بالاهتمام فمن يا ترى يستحق تسليط الاضواء عليه؟ اتمنى ان اجد اجابة شافية. اخيراً أتمنى وانا في صدر الحديث عن هذا الرجل من النادي الادبي بأبها اعادة طباعة كتبه لانها قد نفدت جميعاً من الاسواق كما أتمنى طباعة المخطوط من انتاجه لتكتمل منظومة العقد الذي بدأه الراحل في خدمة الادب والثقافة في منطقة عسير في النواحي الشعرية والتاريخية والاجتماعية رحم الله الالمعي وجعل ما قدمه لبلاده في ميزان حسناته وغفر له ولجميع موتى المسلمين. كاتب وباحث / تثليث