قال سكان ونشطاء إن مئات من المنشقين عن الجيش في جنوب سوريا اشتبكوا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات أمس في إحدى أكبر المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد. واقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع على بعد أربعين كم عن الحدود الأردنية بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف السكان والنشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة «لجاه» وهي منطقة تلال شمالي البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش. وذكر ناشط من بلدة ازرع «لجاه» هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها فيها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق. من جهة أخرى قال مصدر في المبادرة الوطنية الديمقراطية إن الرئيس الأسد قد يشكل حكومة جديدة تتضمن وجوهاً بارزة من المعارضة السورية وذلك خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة مضيفاً أنه سبق للأسد أن تبنى معظم بنود المبادرة في لقائه مع وفد منها في 24 سبتمبر الماضي. وأشار المصدر نقلاً عن واحد من أبرز وجوه المبادرة أن الأمر لا يتعلق بمجرد تعديل وزاري، وأنه قد يشمل تبنياً رسمياً لمعظم البنود بما فيها التأكيد على الانتقال السلمي للسلطة تجنباً للحرب الأهلية أو التدخل الخارجي وإعادة بناء الثقة بين السلطة والشعب ما يعني وقف الحل الأمني والبدء بحل سياسي فوري وتبييض السجون ووقف الملاحقات والاعتقالات والمصالحة بين الماضي والحاضر. يُذكر أن الرئيس الأسد خلال لقائه مع وفد المبادرة ردد مراراً وتكراراً أن الحل الأمني ليس خياره وإنما فُرض عليه، وأن المظاهرات كانت مشروعة في البداية ثم استُغلت، وأنها أصبحت الآن بسيطة ومجزأة، لكن من يسيء لها هم المندسون والعصابات المسلحة، مضيفاً أنه مع وجود مؤامرة خارجية فإن تدخل الجيش ضروري لأنه يجب على الدولة فرض هيبتها ولا يجوز لأحد أن يخرق القانون، وقال أحد الحضور معلقا على كلام الرئيس بأن الأسد صادر الحاضر ووعدنا بالمستقبل. وتأتي أهمية هذه التسريبات كونها صادرة عن المبادرة الوطنية التي أعلنت في الثامن من أغسطس الماضي، إذ تألفت من مجموعة أغلبها مسؤولون سابقون أو بعثيون شغلوا مناصب قيادية في مراحل مختلفة من عمر النظام في عهدي الأب والابن، وأبرزهم وزير الإعلام السابق محمد سلمان.