قال الناشط الميداني وممثل الثوار والجيش الحر في محافظة إدلب محمود عكل، ل”الشرق”.. أن عقد القمة الإسلامية في مكةالمكرمة التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين تأتي في ظل ظروف ومنعطفات مصيرية تمرّ بها المنطقة العربية وخاصة ما يجري في سوريا، وأضاف “كان موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الأزمة السورية نقطة البدء بتشكيل موقف عربي ودولي لنصرة الشعب السوري وإدانة جرائم النظام، والقمة التي ستُعقد خلال أيام ستكون إضافة جديدة لخادم الحرمين الشريفين في معالجة القضايا العربية والإسلامية، وتأكيداً على دور المملكة المحوري في حل قضايا المنطقة، وخاصة تجاه ما يجري في سوريا، فالأزمة السورية باتت تنتظر موقفاً عربياً وإسلامياً داعماً، مع انخراط إيران بشكل علني في الصراع الدائر في سوريا، خاصة بعد عجز وإفلاس المجتمع الدولي”. وحول مستجدات الوضع في سوريا، قال عكل: إن الأسد لن يغادر السلطة لأن قراره ليس بيده، مشيراً إلى أن ملالي طهران هم من يتحكمون في المعركة ويديرونها، والموقف الإيراني أصبح واضحاً تماماً من الثورة السورية، فهم أعلنوها حرباً مقدسة. وأضاف أن النظام يشنّ حرباً شاملة ضد الشعب السوري ويتبع سياسة الأرض المحروقة تنفيذاً لأجندات إقليمية، معتمداً أسلوب التدمير الشامل للمدن والبلدات والقرى، ويستخدم الأسلحة الثقيلة والطائرات على نطاق واسع، بسبب فقدانه السيطرة على الأرض وخاصة بعد إعلان الجيش الحر لمناطق واسعة في محافظتيْ إدلب وحلب كمناطق محررة. وقال عكل إن تصريحات المسؤول الإيراني سعيد جليلي من دمشق، التي قال فيها إن طهران لن تسمح “بكسر محور المقاومة”، لا تدع مجالاً للشك أن النظام الإيراني منخرط بشكل كامل في الحرب على الشعب السوري، كما أن اعتراف طهران أمس بأن بين الأسرى ال48 الإيرانيين في دمشق عناصر من الحرس الثوري، يؤكد أن إيران أصبحت تتحرك بشكل علني في دعمها للأسد بالمال والسلاح، وأنها باتت شريكاً كاملاً وبشكل سافر في قتل السوريين وتدمير سوريا. وخاطب عكل جليلي بالقول “عن أي مقاومة تتحدث والنظام سحب قواته من الحدود مع إسرائيل ليدمر مدن سوريا وقراها”. وحول مقتل الجنرال الروسي في سوريا “فلاديمير بتروفيتش كوتشييف” قال عكل، إن روسيا لم تُخفِ دعمها لنظام الأسد وسفنها تنقل السلاح له بشكل علني، وأضاف “قلنا مراراً إن خبراء روسيين يساعدون جيش النظام وخاصة في حمص وريف دمشق، لكن مقتل الجنرال “كوتشييف” يثبت للمجتمع الدولي بشكل ملموس صدق ادعاءات الثوار في تورط روسيا مع النظام في قتل السوريين. ورأى عكل ظهور من ادعى أنه الجنرال المقتول على التليفزيون الروسي ليس سوى محاولة من حكام موسكو للتنصل من تورطهم في مساندة النظام في جرائمه، ووصف عكل القادة الروس بالمجرمين كما النظام، وليس لديهم قيم أخلاقية وإنسانية، وإنما يسعون لخدمة مصالحهم على طريقة المافيات، واستدرك عكل بالقول “إن المافيات لديها قيم أكثر من حكام روسيا”. وقال عكل في تعليقه على المعارك الدائرة في سوريا: إن معركة تحرير سوريا لن تكون قصيرة وستطول وربما لسنوات، طالما بقي موقف المجتمع الدولي متردداً وعاجزاً، ورأى أن الموقف الدولي المتخاذل والمتستر بالفيتو الروسي، إنما يعبّر عن خضوعه لرغبات حكام إسرائيل التي تريد تقسيم سوريا وتركها تسقط في هاوية الحرب الطائفية بدعم إيراني واضح. وطالب الهيئات الدولية بدخول سوريا وبشكل خاص منظمة الصليب الأحمر الدولي بأقصى سرعة، ورأى ما يقوم به النظام هو حرب إبادة شاملة وممنهجة، ولن تكفي سنوات طويلة وميزانيات هائلة لإعادة إعمار ما يلحقه الأسد من دمار وخراب.