عبدالله صالح بن هران آل سالم لا شك أن الحديث عن الرجال الكبار، رجال الدولة والشخصيات المؤثرة في حياتنا، يتطلب جهداً خارقاً، وعملاً دؤوباً، بسبب ما يمليه الموقف من ضرورة الغوص في سيرة أولئك العظماء، الذين صنعوا التاريخ، وساهموا في استقرار العالم، وخير البشرية ودفع الضر عنها، قدر الإمكان. ولأن حياة أولئك، مثل إنجازاتهم : حافلة بالكد والجهد والعمل المتواصل ليل نهار والتضحيات الجسيمة، ولأنهم يعملون من أجل خير الآخرين، لا من أجل الشهرة والأضواء والظهور الإعلامي، تكون المهمة أكثر تعقيداً، لأن جانباً غير قليل من إنجازاتهم العظيمة من أجل البشرية، يبقى طي الكتمان كما أرادوا له. ومن هؤلاء الرجال الذين أثروا حياتنا وطبعوها ببصمات واضحة جلية، بل تعدى دورهم الإنجازات المحلية والإقليمية لتوجيه نمط الأحداث العالمية، صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس الاستخبارات العامة، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني. الرجل المتميز، الذي يميل إلى العمل في الخلفية بشكل رئيسي، ولا يسعى البتة وراء التقدير العام، أجل هذا نزر يسير من شخصية هذا الرجل المحنك ، صانع الأحداث، كما وصفه صديقه الكبير، المناضل الجسور، البطل العالمي نلسون مانديلا ، محرر جمهورية جنوب إفريقيا، وأول رئيس وطني لها، والمرأة الحديدية النابهة الذكية، مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا سابقا، التي اعترفت لبندر بتأثيره القوي الملحوظ في أحداث العالم على مدى عقدين من الزمن. ونحن إذ نثمن عالياً هذا الإعجاب والتقدير الكبير، الذي يكنه العديد من القادة ورؤساء الدول والحكومات ورجال الدولة وصناع الرأي ومتخذي القرار في شتى أنحاء العالم لبندر بن سلطان، الذين عملوا معه عن قرب في أشد لحظات التاريخ حساسية ودقة، فأدهشهم ذكاؤه وعلمه وجده وحرصه وعزمه وهمته التي لا تفتر، وسحرتهم شخصيته الآسرة، وموهبته الدبلوماسية الفطرية، وأخجلهم تواضعه الجم، فمنحوه ثقتهم، ووجدوا فيه حليفاً يوثق به، وصديقاً طالما أكدوا فخرهم واعتزازهم بصداقته.. إذ نثمن لهم هذا، نؤمِّن على ما اعترفوا به للأمير بندر بن سلطان من فضل وتميّز وشخصية كارزمية جامعة لمناقب الرجال وكريم الخلال، لأننا أهله، وأقرب الناس إليه، وأحظاهم لديه، نعرفه منذ تخرجه في كلية كرانول التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والتحاقه بقاعدة الظهران الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي السعودي، ثم تعيينه ملحقاً عسكرياً في واشنطن، ثم موفداً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، ثم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في أمريكا ، ثم أميناً عاماً لمجلس الأمن الوطني ، فرئيساً للاستخبارات العامة .وخلال عمله، اضطلع الأمير بندر بن سلطان بدور مركزي مهم في العلاقات بين بلادنا وأمريكا وبريطانيا وغيرها من دول العالم . فإنجازاته من أجل إحلال السلام ما تزال محفورة في أضابير التاريخ في لبنان وفلسطين وليبيا والعراق والكويت والسودان وجنوب إفريقيا، وحياة كثيرٍ من السياسيين ورجال الدول البارزين في العالم. ولئن كان بندر بن سلطان عبقرياً سياسياً فذاً، وأسطورة حقيقية على المسرح الدبلوماسي العالمي على مدى قرنين من الزمان، حقق خلالهما كثيراً من المكاسب لبلاده ولشعوب العالم، فقد تفرغ اليوم ليضاعف الجهد في خدمة بلاده، رئيساً لجهاز مهم في تعزيز الأمن وترسيخ الاستقرار. وكلنا ثقة واطمئنان، إن شاء الله ، إلى أن قوة شخصية سموه الكريم، وغزارة معرفته، وثراء تجربته، وسعة اطلاعه على أحوال العالم، وعلاقاته الوطيدة بالزعماء والقادة والساسة المؤثرين في صنع القرار والرأي العالمي، وثقتهم الكبيرة فيه. كل ذلك سوف يساعده كثيراً لتحقيق ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله مع أمنياتنا الصادقة له بالتوفيق والنجاح .