أثارت العملية التي نفذتها مجموعة مسلحة مجهولة الهوية على الحدود المصرية الفلسطينية علامات استفهام كثيرة حول الجهة المنفذة للعملية والطرف المستفيد من حالة التوتر التي دخلت فيها العلاقات الفلسطينية والمصرية بعد مقتل 16 جندياً مصرياً في رفح. ففي الوقت الذي كشفت فيه التحقيقات الأولية التي قامت بها أجهزة تابعة لحركة حماس عن عدم مشاركة أي فلسطيني في العملية على عكس ما ذكره مصدر أمني مصري، أصبح قطاع غزة معزولا بشكل كامل عن العالم لأول مرة منذ سنوات بعد قرار إغلاق معبر رفح، وتوقف العمل بشكل كامل في الأنفاق الموجودة أسفل الحدود المصرية الفلسطينية. وكشف مصدر أمني رفيع المستوى في حركة حماس ل “الشرق” أن التحقيقات الأولية التي أُجرِيَت من الجانب الفلسطيني تؤكد وجود علاقة لأجهزة الأمن الإسرائيلي بالتخطيط للحادث، مستشهدا بالتحذير الذي صدر قبل الحادث بيوم واحد لكافة الإسرائيليين من البقاء في سيناء، وقيام جيش الاحتلال بقتل كافة المهاجمين على الرغم من قدرته على الإمساك ببعضهم حياً بعد أن تمت محاصرتهم. وفي ذات الاتجاه، يرى خبراء أن “الاحتلال الإسرائيلي” و”فلول النظام المصري” هم المستفيدون الوحيدون من الحادث حيث تجمعهم مصالح سياسية وعسكرية تفزرها هذه الأزمة التي أدخلت إدارة الرئيس مرسي في حالة حرج شديد خصوصا بعد تقديمه تسهيلات للفلسطينيين في قطاع غزة. بدوره، قال رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس وسام عفيفة إن من نفذوا العملية خدموا إسرائيل حيث شوهوا صورة المقاومة الفلسطينية المسلحة من خلال قتلهم للجنود والتوجه باتجاه معبر كرم أبو سالم مستخدمين مدرعة سرقوها بعد مهاجمة الجيش المصري لإظهار سيناء رخوة تحتاج لفرض الأمن عليها من جهة، ولإجبار القيادة المصرية على إعادة فرض الحصار على قطاع غزة بشكل كامل بما في ذلك إغلاق الأنفاق. واعتبر عفيفة أن الهدف الأساسي لهذا الهجوم هو دق الأسافين بين مصر وقطاع غزة بعد وجود بوادر رسمية تشير إلى تحسن العلاقة بين الجانبين، مؤكداً أن الحادث يصب في صالح “فلول النظام المصري الذين استخدموه لمهاجمة الرئيس المصري وطريقة إدارته للأزمة”. ويتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور عدنان أبو عامر، مع عفيفة مؤكدا ل “الشرق” أن الهجوم في ملابساته العملياتية وتعقيداته الميدانية لم يقع بين يوم وليلة بل أُعِدَّ له منذ فترة طويلة ويتضح بشدة أنه عمل استخباراتي.