هذه خطة أطلقها مغرد سعودي اسمه عبدالرحمن الخراشي بعد أن كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن شراء عدد كبير من المغردين متابعين لهم على تويتر فتعهد قبل أيام بشراء متابعين لحسابه الشخصي ورفع عددهم من 600 متابع إلى نصف مليون وكان يهدف من ذلك كشف زيف الشهرة التي يتمتع بها عدد من المغردين السعوديين المعروفين، وأثارت أرقامه وإحصائياته ومقارناته بالأسماء عدد المتابعين المزيفين الذين تم شراء حسابهم تعليقات كثيرة، وفي المقابل كتب آخرون دفاعا عن بعض المشاهير ونفي التهمة عنهم مؤكدا أن الأرقام المليونية حقيقية وليست مزيفة. شراء المتابعين الذي يحدث على تويتر يأتي امتدادا لسلسلة ممتدة الحلقات بدأت تظهر في مجتمعنا بعد الطفرة الأولى حين بدأ بعض الأشخاص من أثرياء الطفرة بتكبير جسمهم بالخروق كما يقول المثل العامي فانتشر في تلك الفترة لقب الشيخ للأثرياء أو لمن ادعى الثراء، وتبعه تجهيز المنازل والصالونات بمكتبات تحوي كتبا ضخمة ومذهبة للزينة لا للقراءة، ثم استتبع ذلك شراء القصائد الشعبية واللوحات الفنية وشجرة العائلة وتقديمها بأسمائهم للحصول على لقب شاعر وفنان تشكيلي والحسب والنسب، ثم تطورت بعد ذلك إلى شراء شهادات الدكتوراه، والمشكلة ليست في الشراء بحد ذاتها فهم يدفعون مالا من منطق أن من تحكم في ماله ما ظلم، وهم قبلوا تكبير شخصياتهم بالخروق، لكن المشكلة الحقيقية هي في تواطؤ المجتمع على القبول فنحن نعرف أن فلانا اشترى قصائد ولوحات وشهادة دكتوراه ومع ذلك نناديه بالشاعر والفنان والدكتور، وعلى الرغم من كل ما كتب عن هذه القيم المزورة وأن التزوير خيانة للأمانة وكذب وادعاء في الشخصية فإن الأمور مرت كمر السحاب ودخلت في النسيج الاجتماعي، وستمر ظاهرة شراء المتابعين ويزداد عدد البيض ويستعصي على الكسر وسيتقبلها الناس كالعادة لحين بروز ظاهرة جديدة، ولا يملك الإنسان إلا أن يتساءل هل هو خلل في ثقافتنا الاجتماعية أم أننا تعودنا على التزييف؟