لم ينجح حسم موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في ما يتعلق بالتأكد من حسابات الأشخاص والمؤسسات، بتأكيده أن «شارة التحقق» التي توضع بجانب اسم الحساب غير متوافرة لعموم مستخدمي الموقع، إذ اقتصر منحها على شخصيات عامة ومشاهير، إضافة إلى مؤسسات في كبح طموح الآلاف من المغردين من العامة. وإضافة إلى فئة عموم المغردين الذين أمطروا بوابة الاستفسارات في موقع «تويتر» حول سبل الحصول على شارة التحقق من الحساب، التي باتت أشبه بعلامة الجودة بالنسبة للكثيرين، يبدو من خلال الأسئلة الشائعة التي يجيب عنها المسؤولون في الموقع، أن بعض المشاهير أيضاً يحلمون بتلك الشارة، وهو أمر يبدو جلياً من خلال طرح تلك الاستفسارات من عدد من الفنانين الآسيويين والأفارقة في عدد من المواقع والمنتديات. وعلى رغم تأكيد موقع «تويتر»، أن وضع تلك الشارة على بعض الحسابات خدمة مجانية يقدمها الموقع للحسابات التي قام بفحصها وتأكد من هويتها، لتسهيل وصول المغردين إلى الحساب الحقيقي للشخصية التي يرغبون في متابعتها، وعلى رغم تنبيه إدارة الموقع إلى عدم قبولها طلبات وضع تلك الشارة، إلا أن ذلك لم يمنع عدداً من المواقع والشركات من الترويج ل«الشارة الزرقاء» في مقابل مادي. ولم يقتصر تنوع العروض المتعلقة بالشارة أو ما يعرف بين المغردين ب«علامة صح» على تنوع الأسعار، التي تراوحت بين ما يعادل 450 ريالاً وتجاوزت 5 آلاف ريال، إذ تنوعت أيضاً الوعود المتعلقة بضمان الحصول على الشارة، فبينما يؤكد موقع verifymytwitter.com تمكينه 227 مستخدماً لتويتر من الحصول على شارة التحقق من حساباتهم، ويشدد على حصول زبائنهم على شاراتهم فور تسجيلهم في الموقع وأدائهم رسوم الخدمة البالغة نحو 450 ريالاً، تراوحت المدة التي تستلزم الحصول على الشارة من شركات أخرى ما بين أسبوع ونحو 6 أسابيع، فيما تراوحت الكلفة ما بين 5 و 15 ألف ريال، على أن تقوم تلك الشركات بعمل سلسلة من الإعلانات الفردية للحساب المعني في «تويتر»، وهو الأمر الذي يؤهله لتدقيق حسابه، خصوصاً أن موقع «تويتر» أشار إلى أنه إضافة إلى حسابات المشاهير يتم أيضاً التحقق في بعض الحالات من حسابات المعلنين في الموقع. إلا أن نقاشات عدة حول الأمر في أشهر المنتديات الغربية أجمعت على أنه ليست كل الطرق تؤدي إلى الشارة، خصوصاً مع تأكيد «تويتر» عدم استقباله طلبات وضع الشارة من العامة، وعدم اعتباره ارتفاع عدد المتابعين دافعاً للتحقق من الحساب لسهولة شراء المتابعين. وهو ما جعل أحد المغردين يعلق على ادعاء موقع verifymytwetter.com بكونه نجح في وضع الشارة ل 227 مستخدماً بقوله: «يبدو أن الموقع يقصد أن عدد ضحاياه يبلغ 227»، مستغرباً تقديم موقع لمثل هذه الخدمة التي يسيل لها لعاب الآلاف حول العالم، وتصميمه موقعاً من صفحة واحدة واستخدامه حساباً بريدياً على موقع «هوتميل». وفي المقابل، حذر المغردون من الوقوع ضحية النصب والاحتيال، إذ تقوم شركات وهمية بتصميم اسم المستخدم وبجواره الشارة الزرقاء على أنها علامة التحقق من الحساب التي يضعها «تويتر»، ما قد يحرج المغرد مع متابعيه، واعتبروا أن الأمر قد يكون أكثر سوءاً في حال وقع ضحية من وصفوهم ب«المحتالين الأغبياء» الذين يسجلون عبارة «تم التأكد من الحساب» وبجانبها «علامة صح» باللون الأسود، وهو ما قد يحول صاحب الحساب بحسب المغردين إلى محل سخرية أصدقائه. يذكر أن موقع «تويتر» قام بتدقيق أكثر من 26 ألف حساب لمشاهير من أهل الفن والسياسة والإعلام، إضافة إلى مؤسسات عدة، وكان «تويتر» وقع اتفاقاً سمح بموجبه لموقع gracenote.com الرائد في تقنية الموسيقى بالتدقيق في حسابات مشاهير الفن، ويشمل الاتفاق أيضاً تمكين الموقع الذي يصمم تطبيقات لكبار الفنانين من نقل تغريداتهم مباشرة إلى تطبيقاتهم على «متجر أبل».