دخلت الأزمات التي تمر بها حركة فتح «فرع قطاع غزة» منعطفا جديدا بعد الاعتداء بالضرب الذي تعرض له مُسيِّر أعمال فتح في القطاع، يحيى رباح، على يد مجهولين نسبهم البعض داخل الحركة للخصم التقليدي حماس. في الوقت نفسه تزيد المؤشرات على انتماء من اعتدوا على رباح إلى حركة فتح، فمع الهجوم الحاد الذي شنه رباح على من قدموا استقالاتهم من الحركة في عددٍ من مناطق غزة، واتهامه لهم بالعمالة للاحتلال وخدمة أجندات خارجية، يبدو مشهد العلاقات الداخلية في فتح مهيئاً لتصفية الحسابات بكل الطرق. في السياق ذاته، كشف مصدر فتحاوي قريب من القيادات التي قدمت استقالتها ل «الشرق»، أن رباح تلقى تحذيرا من خطورة تصريحاته وما يمكن أن تجلبه للحركة من مشكلات، خاصة أنها تلعب على وتر التخوين، «لكن رباح رفض التوقف عنها»، حسب قوله. من جانبه، توقع الناطق باسم جهاز الشرطة في حكومة غزة، أيمن البطنيجي، أن يكون الاعتداء على يحيى رباح مرتبطاً بالخلافات الداخلية الحادة في أوساط حركة فتح، مضيفاً، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن التحقيقات ما تزال متواصلة للوصول إلى المجموعة التي نفذت الاعتداء. بدوره، ألقى رباح، المشهور بمقالاته اللاذعة ضد حماس، الكرة في ملعب حكومة غزة هربا من سكب مزيد ٍ من البنزين على نار الخلافات الداخلية في حركته، متهما حكومة الحركة الإسلامية بالتقصير في حمايته كشخصية عامة. ونفي رباح أن يكون الاعتداء الذي تعرض له أمس الأول مرتبطاً بالخلافات التنظيمية الداخلية في فتح، مضيفا، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن حماس قد لا تكون مسؤولة مباشَرةً عن الاعتداء عليه لكن حكومتها هي المسؤولة عن أمن وسلامة الفلسطينيين والشخصيات العامة وقيادات الحركات الفلسطينية. وبيَّن رباح أن الاعتداء جرى عليه رغم وجوده في أحد المطاعم المجاورة لعدد من المقار الأمنية الكبرى في غزة، ورغم وجود أكثر من مائة شخص في مكان الحادث، وذكر أن المجموعة التي نفذت الاعتداء كانت على قدر ٍ كبير من التدريب واللياقة، وأنهم استخدموا الهراوات في تنفيذ الاعتداء.