عادت العلاقة بين حركتي حماس وفتح إلى المربع رقم واحد، بعد التصريحات النارية التي أطلقها عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، أمام الآلاف من أنصارها أمس واتهم فيها قيادات في السلطة الفلسطينية وفتح بتدبير مؤامرة لاستغلال أزمة الكهرباء الحالية في غزة في إحداث بلبلة في الشارع الغزي وخلق حالة من العصيان تستهدف إسقاط حكومة إسماعيل هنية. وهدد «الحية»، الذي استند في توجيه الاتهام إلى مذكرات داخلية قال إنه يتم توزيعها على كوادر فتح في قطاع غزة، بملاحقة كل من يتورط فيما وصفه ب «المؤامرة»، محمِّلاً قيادات فتح في غزة المسؤولية الكاملة عما يترتب على ذلك. ولم يمنع السماح بإدخال 450 ألف لتر سولار إلى محطة الكهرباء في غزة الآلاف من أنصار حماس لتلبية دعوة الحركة إلى مسيرات بعد صلاة الجمعة أمس شملت كل مناطق القطاع أُطلِقَت عليها «جمعة إنارة غزة وكشف المؤامرة»، وهو ما وصفه المراقبون للوضع الداخلي بأنه أكبر أزمة تعصف بمسيرة المصالحة المتعثرة أصلا منذ التوقيع على اتفاق الدوحة الأخير. من جانبها، انتقدت فتح بشدة اتهامات حماس، ووصفتها بأنها محاولة لتصدير الأزمة الحالية التي تمر بها حكومتها، وقال القيادي في فتح، يحيى رباح، إن كل ما قاله خليل الحية لا أساس له من الصحة ولا يصدقه أحد، معتبرا، في حديثه ل «الشرق»، أن الأمر لا يعدو كونه دعاية سياسية. وأضاف «حكومة حماس تختلق الأزمات كي تحصل على اعتراف عربي ودولي، وهو ما لن يتحقق إلا عبر العودة للنظام السياسي الفلسطيني ومغادرة الانقسام والمضي في المصالحة». واتهم «رباح» ما أسماه «التيار صاحب المصلحة في حركة حماس» بتقويض الخطوات التي قام بها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل للتوصل إلى اتفاقات تاريخية مع الرئيس محمود عباس لحل أزمة الانقسام، معتبرا أنه لم يعد يخفى على أحد وجود خلافات كبيرة داخل قيادة حماس حول ما تم التوصل له في اتفاق الدوحة مطلع فبراير، و»بالتالي تحاول هذه القوى إفشاله عبر اختلاق الأزمات مع فتح»، على حد قوله.