ارتفعت حدة الجدل بين كوادر حركة فتح في قطاع غزة في أعقاب “الاستقالات الجماعية” التي قدمتها قيادة ثلاث مناطق احتجاجاً على الطريقة التي تدار بها الحركة في قطاع غزة، التي قوبلت بهجوم عنيف من قيادة الحركة التي عدّت المستقيلين “أصحاب أجندات خارجية”، و”متعاونين مع الاحتلال”. أحد القيادات المستقيلة كشف ل”الشرق” أن تفرد المفوض العام للحركة في قطاع غزة نبيل شعث، بالقرار، وقيامه بتكليف أشخاص ليس لهم تاريخ تنظيمي بمهمات ومناصب قيادية، هو السبب الرئيس في هذه الاستقالات، التي يربطون عودتهم عنها بإجراء انتخابات داخلية للحركة على مستوي المناطق والأقاليم. وقال القيادي الذي فضّل عدم كشف هويته في حديث خاص ل”الشرق”، إن هناك توجهاً بدأ يظهر في أن تكون المناصب القيادية على مستوي الأقاليم والمناطق في حركة فتح حكراً على المقربين من نبيل شعث، الذي يفكر جدياً في خوض سباق رئاسة السلطة المقبلة بعد أن أعلن الرئيس عباس عدم ترشحه لها، وهو ما يأتي على حساب كوادر حركة فتح الذين تحملوا الويلات للحفاظ على الحركة منذ الانقسام على حد تعبيره. وأضاف “قيادة الأقاليم والمناطق هم من يختارون مرشحي الانتخابات عن الحركة على مستوى المجلس التشريعي الفلسطيني والشخصية التي ستكون ممثلة للحركة في الانتخابات الرئاسية، ولن نقبل أن تكون هذه القيادة حكراً في يد أحد، ولن نتنازل عن تطبيق النظام الداخلي للحركة الذي يدعو لإجراء انتخابات داخلية للحركة على مستوى أي منطقة في حال تقديم عضوين فقط استقالتهما، فما بالكم بتقديم قيادة ثلاث مناطق بأكملها استقالتهم”. وأوضح القيادي أن القيادة العليا لحركة فتح في قطاع غزة ترفض إجراء هذه الانتخابات بحجة رفض حكومة حماس التي تسيطر على القطاع تنظيم أي فعاليات لحركة فتح بقطاع غزة، كاشفاً النقاب عن أن حركة حماس لا تمنع في الوقت الحالي إقامة المؤتمرات لحركة فتح، ورأى أن حركة حماس تستخدم كشماعة لتعليق الرفض عليها على حد وصفه، وهو ما دفع المستقيلين لإرسال مناشدة لنبيل شعث بوصفه المفوض العام لحركة فتح في قطاع غزة لإجراء الانتخابات فوراً دون إبطاء. أما مسير شؤون الحركة في قطاع غزة يحيى رباح، فقال ل”الشرق” إن الاستقالات في أوساط الحركة هي أمر طبيعي ومعتاد طوال تاريخ الحركة، متهماً بعض المستقيلين بأنهم يتبعون لأجندات خارجية ويريدون مصالح شخصية وارتباط بعضهم بالاحتلال الإسرائيلي. وبيّن رباح في تصريحات خاصة ل”الشرق” أن ما يجري في صفوف الحركة في الآونة الأخيرة لا يتعدى كونه حواراً داخلياً بين أبناء الحركة الواحدة لكن بصوت مرتفع، مؤكداً أن حركة فتح أمامها فرصة لتصحيح مسارها بغزة والعودة لممارسة العمل التنظيمي. وأشار رباح إلى وجود قرارات رسمية من اللجنة المركزية للحركة بإعادة هيكلة الأطر القيادية في الحركة على مستوى الأقاليم والمناطق، رافضاً التعليق على الاتهامات المتتالية من أبناء وقادة الأقاليم المستقيلين من الحركة.