يتركز عمل الطبيب على معالجة المريض، لكن من أهم واجباته أيضاً توعية المريض بالأضرار التي قد تلحق بصحته من جراء بعض العادات الخاطئة، التي قد تكون شائعة، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج. ولمعلوماتك أخي الكريم، وأختي الكريمة، أن الله سبحانه وتعالى، الذي خلق فسوى، أوجد نظاماً دقيقاً للمحافظة على الأذن، وهو أنه يفرز على جلد قناة الأذن الخارجية طبقة من الشمع الذي يتراوح لونه من الأصفر الفاتح إلى البني الغامق، وهذه الطبقة ضرورية لحماية الجلد، وحماية الأذن. وعندما تفرز طبقة جديدة من الشمع تدفع بالشمع القديم إلى الخارج مع الجلد الميت. ومن الأخطاء الضارة والشائعة بين الناس إزالة هذا الشمع، إما بأعواد القطن، أو بملقط الشعر، أو بالقلم، أو بأظافر اليد الطويلة، أو بمفتاح، أو بأي جسم غريب في متناول يد المريض. ويواجه أطباء الأنف والأذن والحنجرة حالات مرضية عديدة من جراء هذه العادة السيئة، فاستخدام هذه الأشياء قد تدفع بالشمع القديم والجلد الميت إلى داخل قناة الأذن الخارجية، بدلاً من أن تجعله يخرج إلى الخارج، وهذا بدوره يؤدي إلى تراكم الشمع، مما قد يتسبب في ألم، أو صمم، وفي حالات نادرة يسبب دواراً بسبب ضغط الشمع على طبلة الأذن. أما أعواد القطن فليست نظيفة دائماً، وقد يتسبب ذلك في إدخال ميكروبات، أو فطريات، إلى الأذن، ما يعني حدوث التهاب الفطريات الذي يسبب ألماً وحكة في الأذن، وعلاجه قد يأخذ وقتاً. وإزالة طبقة الشمع الموجود على جلد الأذن بصفة مستمرة من باب النظافة غير المطلوبة يؤدي إلى الإحساس بالحكة. وهذه الأشياء تتسبب في جرح الجلد الرقيق للأذن، وهذا بدوره قد يؤدي إلى التهاب الجلد وتشكل الدمل، والدمل في مكان ضيق كالأذن مؤلم جداً!. وقد تنفصل قطعة القطن من العود، وتظل داخل قناة الأذن الخارجية دون أن ينتبه لذلك المريض حتى يشعر بألم، أو صمم. كما قد يتسبب إدخال تلك الأشياء في الأذن إلى جرح الطبلة، ثم التهابات في الأذن الوسطى، لتصبح المشكلة مزمنة، ويحتاج المريض حينها إلى عملية ترقيع الطبلة. والتهابات جلد قناة الأذن الخارجية المتكررة قد تتسبب في تضخم الجلد، ما يؤدي إلى ضيق القناة، وهذا بدوره يسبب مشكلة للطبيب والمريض.