جدة – تهاني البقمي أبو راشد: القضايا الأسرية موجودة وفي تزايد نسبي. كردي: تقل بنسبة 50% والقضايا التجارية مستمرة. آل إبراهيم: 100% نسبة الإصلاح في القضايا الموكلة إليّ. الزهراني: الجلسات قائمة وهدفنا الإصلاح بين الناس. أكد محامون انخفاض القضايا المطروحة في المحاكم مع دخول رمضان، وأرجعوا ذلك إلى أخذ بعض القضاة إجازاتهم في هذا الشهر، فضلا عن الروحانية التي يتميز بها الشهر وانشغال أصحاب القضايا بالعبادات، ويرى بعضهم أن القضايا الأسرية تقل، بينما وجدها آخرون في تزايد نسبي، مؤكدين زيادة دعاوى القطاع الخاص والشركات، وبينوا أنهم يلجأون إلى حل القضايا بشكل ودي دون اللجوء للمحاكم، احتراما لشهر التسامح والرحمة. خالد أبو راشد وأوضح المحامي خالد أبو راشد ل”الشرق” أن هناك هدوءاً في كافة القضايا إلى حد ما في شهر رمضان المبارك، معيدا السبب إلى إجازات بعض القضاة، بالإضافة لانشغال أصحاب القضايا المقامة بأداء العبادات، مما يؤدي إلى تقليص عددها، متمنياً انعدامها تماماً لاسيما وأن رمضان شهر خير وتسامح وروحانية فريدة. وعن أنواع القضايا في هذا الشهر، يقول” ليس باستطاعتي تمييز وتفنيد قضايا شهر رمضان عن باقي الشهور من ناحية النوعية بل هي ذاتها قضايا مجتمعنا المعتاد عليها، ولكنها تقل في أعدادها فقط، وعلى الرغم من أنه شهر تسامح إلا أن القضايا الأسرية موجودة وفي تزايد نسبي”. وأضاف الراشد “نسعى كمحامين إلى حل القضايا دون اللجوء للمحاكم، لأن من مبادئ المحاماة القيام على حل القضية دون التوجه للقضاء، ولا نقوم بإحالة القضية إلى المحكمة إلا بعد فشل محاولات ودية متعددة، لإنهاء الخلاف بين الأطراف، وهي قاعدة معروفة عند جميع المحامين، فإذا لم نتوصل الى حل نهائيا نلجأ إلى القضاء لحل الأمر”. واستنكر الراشد ما يقوله البعض حول عدم سعي المحامي في حل القضية ودياً لكونه لن يستفيد مادياً، وقال” هذا مفهوم خاطئ، فالمحامي يتقاضي مُقدما قبل مباشرته أي قضية ويتحصل أتعابه في حال الصلح بين الطرفين، فبالتالي من مصلحة المحامي المادية إنهاء القضية بشكل أسرع ودياً حتى لا تأخذ سنوات في القضاء لإصدار الحكم، ولا شك أنه في شهر رمضان تزداد محاولات الصلح والتذكير بالأجر، استغلالا لهداوة النفوس، والتذكير موجود طوال العام ولكن تقبل الناس له يكون أكثر في رمضان”. واتفق المحامي مجدي كردي مع الراشد في أن القضايا تقل في شهر رمضان بنسبة تفوق %50، معيدا الأسباب إلى إجازات معظم القضاة ولجوء البشرية للسلم والبحث عن الخير، وأشار إلى استمرار القضايا التجارية، ووضح” لا توجد قضايا معينة تزداد في هذا الشهر بعينه، والأمل في الحلول الودية أفضل من القضاء لكسب الأجر والمثوبة، وعني لدي قضية أعمل عليها منذ شهور ولم تحل إلا في هذا الشهر الفضيل”. طارق آل إبراهيم وأكد المحامي الدكتور طارق آل إبراهيم أن القضايا الأسرية تقل في الشهر الكريم لكونه شهر تسامح، وأشار إلى أن المجتمع السعودي معتاد على التعاطف والرحمة، كما أن أصحاب الدعاوى المقامة يبتعدون عن رفعها في شهر رمضان على وجه الخصوص، كونه شهرا تصفد فيه الشياطين وتتصافى فيه النفوس. وعن القضايا التي تقام في شهر رمضان، يقول” نلاحظ إقامة نوعية من القضايا في هذه الفترة، وهي دعاوى القطاع الخاص والشركات في الأمور المالية لمصادفة عطلة عيد الفطر الرسمية، فيسعون لجرد قضاياهم قبل استمتاعهم بإجازاتهم، وإذا وجدوا قضايا معلقة وإحصائيات مالية لم يبت فيها بعد، وكلوها إلى محام يعمل على تحريكها قبل إجازة عيد الفطر والاستفادة من المهل المعطاة بشكل عام”. وأضاف” هنالك أنوع من المشاكل التي تتزايد في هذا الشهر كمشاجرات ما قبل الإفطار، وازدحام الإفطار والسحور، والعرقلة المرورية، حيث إنها تنشط في هذه الفترة التي يتسابق الناس فيها. وشدّد آل إبراهيم على أن شهر رمضان مناسبة هامة للإصلاح والوساطة وإيجاد حلول جذرية بين الأطراف، قائلا” إذا لم نستطع استغلال النفوس الطيبة في رمضان لحل القضايا وديا فمتى سنستطيع؟ لاسيما وأنه وقت للمصالحة والتسامح”. خالد الزهراني واستطرد” شهر رمضان يعد فترة ذهبية لإبرام الصفقات والتنازلات وإعفاء السجناء من أهل الحق، إكراماً لهذا الشهر، وتصل نسبة الصلح في القضايا التي أعمل عليها في رمضان بالتحديد إلى %100، ويزداد الإصلاح في القضايا الأسرية عن طريق جمعيات إصلاح ذات البين وجمعية المودة والأهل والأقارب. و أوضح المحامي خالد الزهراني أن رمضان شهر إجازة وعبادة في آن واحد، مبينا أن الجلسات قائمة والقضايا هي نفسها كبقية الشهور، فلا توجد قضايا بارزة في هذا الشهر، موضحا أن القضايا الأسرية والجنائية والحقوق الخاصة والعامة وغيرها موجودة، مؤكدا أن هدفهم كمحامين في هذا الشهر الفضيل السعي في الإصلاح بين الناس، لاسيما في القضايا الأسرية التي تُحل بشكل أكبر في شهر رمضان المبارك.