قال شهود عيان ان الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات، اليوم الاربعاء، لوقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة وبرنامجها التقشفي في نيالا اكبر مدن دارفور بعد يوم من مقتل ثمانية محتجين في المدينة في اسوأ عنف منذ يونيو حزيران. وتجنب السودان انتفاضات “الربيع العربي” لكن اجراءات التقشف الصارمة ومنها تخفيضات في دعم الوقود اثارت احتجاجات صغيرة على حكم الرئيس عمر حسن البشير الممتد منذ 23 عاما. وقال صحفي شاهد الأحداث ان حوالي 400 شخص تجمعوا في السوق الرئيسية وفي منطقتين اخريين في مدينة نيالاالغربية للاحتجاج على الحكومة وارتفاع التضخم لكن الشرطة المسلحة بالهراوات فرقتهم. وقال مقيم في المدينة “هناك وجود امني قوي اليوم في انحاء المدينة.” واضاف ان السلطات اغلقت كل المدارس. وقال شهود عيان ان اكثر من الف متظاهر اشتبكوا مع الشرطة في نيالا امس الثلاثاء. ونشر نشطاء قائمة تضم 12 اسما لأناس قالوا انهم قتلوا في اشتباكات امس في حين افادت البيانات الرسمية بان عدد القتلى ثمانية. وتتزايد الاحتجاجات على الحكومة التي تواجه ازمة اقتصادية خانقة منذ فقدت البلاد اغلب انتاجها النفطي حين انفصل جنوب السودان الذي توجد به اكبر حقول النفط العام الماضي. وخفت حدة الاحتجاجات في الاسابيع الاخيرة في العاصمة الخرطوم التي تبعد 900 كيلومتر عن نيالا بعد حملة أمنية وبدء شهر رمضان. واتهمت الحكومة المحلية جماعات متمردة في دارفور باثارة احتجاجات يوم الثلاثاء. وتشهد منطقة دارفور تمردا منذ نحو عقد من جانب قبائل غير عربية ضد حكومة الخرطوم التي يتهمونها باهمال المنطقة. ويصعب التحقق من الاحداث في دارفور لأن الحكومة تقيد بشدة سفر الصحفيين والدبلوماسيين الاجانب الى المنطقة. الخرطوم | رويترز