أعلنت السلطات السودانية أمس إغلاق المدارس في نيالا أكبر مدن إقليم دارفور غربي السودان بعد مقتل ثمانية أشخاص تشير تقارير إلى أنهم من الشباب في أكثر الأحداث عنفا منذ بدء احتجاجات مشابهة لما جرى في بلدان الربيع العربي تدور في السودان منذ منتصف يونيو الماضي، وقال احد مواطني المدينة لفرانس برس "اعلنت الاذاعة المحلية لنيالا ان المدارس مغلقة اليوم". ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. واضاف المواطن ان "الشرطة والامن انتشرت باعداد كبيرة في مختلف اجزاء المدينة. لم تقم مظاهرات اليوم (الاربعاء) كما ان السوق الرئيسي مغلق تماما"، وفي السوق جرت تظاهرات الثلاثاء. واندلعت المظاهرات في السودان في السادس عشر من يونيو الماضي بعد ان اعلنت الحكومة اجراءات اقتصادية زادت بموجبها اسعار منتجات البترول والضرائب. وارتفع معدل التضخم حتى وصل الى 37% وفقا لتقارير حكومية خلال شهر يونيو الماضي. ونقلت وكالة السودان للانباء عن الشرطة السودانية أن ثمانية من المواطنين قتلوا واربعة وعشرين اصيبوا بينهم ثلاثة من افراد الشرطة واصاباتهم بليغة خلال مظاهرات نيالا الثلاثاء. وهو اول اعلان رسمي عن وفيات منذ اندلاع الاحتجاجات في شهر يونيو الماضي. وأوضح بيان صادر عن رئاسة الشرطة في العاصمة الخرطوم أن المحتجين استهدفوا مقار قواتها ومنشآت حكومية وخاصة ومن بينها محطات الوقود وأماكن خدمية وتجارية، وأكد إشعال النيران في عدد من المنشآت بالإضافة إلى التهجم على منشآت استراتيجية وحيوية والقيام بالنهب والسرقات في أسواق المدينة. وقال أن التخريب امتد لعدد من نقاط بسط الأمن الشامل الشرطية في الاحياء وسيارات مواطنين وإتلاف سيارات تابعة للدفاع المدني. وأضاف البيان "إن الشرطة رصدت عدداً من الذين يحملون أسلحة نارية وأسلحة بيضاء إلى جانب عمل تخريبي منظم صاحب هذه الأحداث واتسم بعضه بالعنف الزائد والتخريب المتعمد". من جانبه أكد حاكم ولاية جنوب دارفور حماد إسماعيل في مؤتمر صحفي هدوء الأوضاع الأمنية في المدينة بعد أحداث الشغب والتخريب التي شهدتها نيالا يوم امس الاول. واتهمت مجموعة ناشطين تطلق على نفسها "السودان التغيير الآن" الشرطة باطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين في نيالا، معلنة مقتل 12 شخصا اغلبهم من الشباب. ولم تقدم الشرطة اسبابا لحالات الوفيات ولكنها قالت انها استخدمت الحد الادنى من القوة للسيطرة على الاوضاع. وابلغ شاهد عيان فرانس برس ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع كما رشق المتظاهرون مباني حكومية بالحجارة واحرقوا الاطارات المستعملة في الطرق الرئيسية. ومثل بقية المظاهرات التي حدثت في السودان كان المتظاهرون يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام". واستمرت المظاهرات في مختلف مناطق السودان بمجموعات صغيرة تتراوح ما بين مائة الي مائتين شخص ولكنها تراجعت خلال شهر رمضان.