كشفت مصادر كردية ل «الشرق» عن تناقض مواقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ما بين التأكيد على حل جميع الخلافات بين السلطة الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل، بعد أن تصاعدت حدة الاتهامات بين المالكي ومسعود برزاني رئيس الإقليم الكردي الذي اتهم المالكي بأنه يسير بالعراق إلى هاوية الحرب الأهلية بسبب تفرده في الحكم، ومطالبته بتنفيذ اتفاقات أربيل التي كانت السبب في تشكيل حكومته وبين تلويحه باستخدام القوة العسكرية. وتشدد هذه المصادر على نوع التحشد العسكري الذي وجه به المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في المناطق المحاذية لحدود إقليم كردستان التي تعرف ب «المناطق المتنازع عليها» ويطالب أكراد العراق بضمها إلى حدود الإقليم الإدارية، سيما مدينة كركوك التي تمتلك أكبر خزين نفطي في البلد، بعد أن أصدر المالكي أوامره بتغيير قياداتها الأمنية بشخصيات أقرب إلى مكتبه، كما قام بإنهاء عمل مستشاره لشؤون الإقليم الكردي، النائب السابق عادل برواري، المقرب من البرزاني، وقال البرواري «إن توقيت إنهاء عمله لا يتناسب مع الظروف الحالية في علاقة الإقليم بالمركز»، مشيرا إلى أنه جرى تبليغه بقرار إنهاء خدماته من مكتب شؤون المستشارين وليس من قِبَل المالكي شخصيا بالرغم من أنه «صديقه الشخصي». وتؤكد صحيفة «جاودير» الكردية، اتخاذ الجيش العراقي حالة الإنذار على الحدود مع إقليم كردستان. وأضافت «أن قيادات الجيش في محافظات نينوى وديالى وكركوك استدعيت إلى بغداد بعد تلقيهم برقية مستعجلة من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي». ورد المتحدث باسم وزارة البيشمركة جبار ياور على معلومات الصحيفة، بقوله «هناك حالة من التوتر بين بغداد وإقليم كردستان لكن لا معلومات لديه حول هذه الاستعدادت»، لكنه استبعد أن يستخدم المالكي الجيش لتهديد الإقليم، مشددا على «أن قوات البيشمركة مستعدة للدفاع عن الإقليم في حال وقوع أي هجوم عليه». وأضاف ياور أن الحكومة الاتحادية لا تستطيع فعل ذلك لأن رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء، ونائب رئيس مجلس النواب، ورئيس أركان الجيش، وقائد القوة الجوية، ومدير عام المخابرات من الكرد، إضافة إلى آلاف من الضباط والمراتب في صفوف القوات المسلحة العراقية. بدوره، يرى فرهاد الأتروشي عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أن مواقف الحزبين الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس جلال طالباني، والديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود برزاني، متباينة بخصوص مسألة الإبقاء على المالكي في السطة أم لا. وأضاف الأتروشي أن المالكي يريد إضعاف موقع الكرد من أجل أن لا يواجه نفس مصير سلفه إبراهيم الجعفري الذي أقيل من رئاسة الوزراء تحت ضغط الكرد، لكنه أعرب عن اعتقاده أن إزاحة المالكي من منصبه في هذه المرحلة أمر صعب لأن إيران والمرجعية الشيعية تقف إلى جانبه.