أكد الفنان فيصل العيسى ل»الشرق» أن باكورة إنتاجه «شباب البومب» تجربة مشجعة، ومغامرة كبيرة خاضها إيماناً منه بقضايا الشباب التي يجب أن يطرحوها هم أنفسهم، مشيداً بمشاركة عدد من النجوم في حلقات المسلسل، شاكراً وزير الثقافة الذي أمر بإعادة بث المسلسل بعد توقفه ليوم واحد: * كمنتج وممثل في «شباب البومب»، ما هي الأصداء عند الجمهور حتى الآن؟ - العمل مازال في بداياته، وثمار نجاحه تبشر بنتيجة أكثر من ممتازة. * كيف جاءت فكرة المسلسل؟ - قبل سنتين من الآن كان لدي برنامج في القناة الرياضية اسمه «سوالف»، وكنت أقابل فيه الشباب في التحلية، وفي الثمامة، وأحسست أن الشباب لديهم ما يقولونه، ولديهم ثراء في رؤية قضاياهم، وعندهم هموم كثيرة يريدون إيصالها إلى الناس. وبعد البرنامج، قررت العمل على مسلسل مختلف فيه الرياضة والأكشن والدراما، وتكون حلقاته خفيفة، ومدتها عشر دقائق. وتكلمت مع أخي عبدالعزيزالفريحي، الذي كتب مجموعة من الحلقات، وتناقشنا حول ضرورة وجود مخرج سعودي ممن يعرفون قضايا الشباب، فاتفقنا مع المخرج ماجد الربيعان الذي صوَّر حلقة أنموذجية «بايلوت». والنتيجة أن كل من شاهدها من الإعلاميين، أو المسؤولين، حفزنا على إتمام المسلسل، ولذلك توكلت على الله وقمت بإنتاجه هذه السنة. كما دعمنا المشروع بالكاتب الموهوب عبدالله الشهري، الذي لم يعرض له في السابق أي عمل في فترة الذروة، فأبدع وكان إضافة للعمل، وهو من كتب حلقة «الكفيل»، وغيرها. * ما الشيء المختلف في «شباب البومب» عن بقية المسلسلات؟ - الاختلاف في أن البطولة جماعية، يتشارك فيها ثلاثة شباب (فيصل العيسى، وشعيفان محمد، وفيصل العمري)، ولذلك فهو تجربة خاصة وشبابية، ونادراً ما تجد مسلسلاً يحاكي هذه الفئة، ومن هنا تميز «شباب البومب»، وكذلك وجود هذا الكم من الضيوف من نجوم الكوميديا، ومنهم فايز المالكي، وفخرية خميس، وعلي المدفع، وخالد سامي، وعبدالعزيز المبدل، وحسن بوحسنة، وعبدالعزيزالفريحي، ومرزوق الغامدي، وعوض عبدالله، وعبدالعزيز السكرين، وأحمد العليان، وإبراهيم جبر. * رغم أن المسلسل شبابي، إلا أنه حظي بإعجاب ومتابعة كل فئات المجتمع. - الحمد لله على كل حال. وأشير إلى أن القضايا التي طرحها المسلسل شبابية، لكننا لم نخاطب الشباب فقط، بل جميع أفراد الأسرة، من الصغار والأمهات والآباء. * لماذا اعتمدتم في «شباب البومب» على الطرح غير المباشر لقضايا اجتماعية؟ - المباشرة أحياناً تضعف العمل، ونحن أوصلنا ما نريد بطريقة غير مباشرة في عشر دقائق، أي بجرعة عالية ومركزة. وبعد عرض سبع حلقات وجدنا أصداء كبيرة ومشاهدة عالية، حتى في اليوتيوب والروابط الخاصة في المنتديات وجدنا تفاعلاً كبيراً. * هل تعتقد أن الشباب وجدوا في مسلسل «شباب البومب» شيئاً جديداً، فانجذبوا إليه؟ - وجدوا أنفسهم فيه. وأضرب لك مثلاً بحلقة «الدرافت والتفجير». ذهبنا يوم التصوير مع مخرج المسلسل الربيعان، والممثلين، والكاست الفني، إلى منطقة «العمارية» في الرياض، وهي المنطقة التي يتجمع فيها الشباب لممارسة التفحيط. رأينا أشياء كثيرة مختلفة عما هو موجود في النص، فقمت بتأليف الحلقة على الهواء مباشرة، ودمجنا شباب «درافت» مع شباب «التفجير». * ما معنى مفردة «درافت»، و»تفجير» لمن لا يعرفها؟ - «الدرافت» معناها الشباب الكول، أصحاب السيارات الفارهة الباهظة الثمن الكليزر، أما «التفجير» فهم الشباب الذين يعتمدون على السيارات القديمة، مثل «الداتسون» الحوض. وفي هذه الحلقة انتقدنا المسؤولين في المرور الذين يتسامحون مع «المفحطين»، ويفرجون عنهم بالواسطة، رغم أن النظام يفترض أن يُحجز لمدة أسبوع على الأقل حتى يرتدع. * بعضهم يطالب بوجود ساحات خاصة لممارسة التفحيط والسباق. - إذا كان هذا الشيء يوفر الحماية للشباب، فيفترض توفيره لهم. في الأيام المقبلة ربما تحدث أشياء أكبر من التفحيط. وكل ذلك مرجعه للفراغ الذي يعاني منه الشباب، والمسؤولون في المرور يتحملون المسؤولية. ويفترض تغليظ العقوبة للمفحط، لأنها أصبحت تودي بحياة كثير من الشباب. شعرنا أن بعض الشباب يخافون من العقوبة الصارمة أكثر مما يخافون من الموت، وأحياناً تحدث حالات وفيات، وفي اليوم الثاني يذهبون لممارسة التفحيط. * ماذا عن إيقاف المسلسل لمدة يوم، ثم معاودة بثه في اليوم التالي؟ - أوجه شكري لوزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي وجدنا منه دعماً كبيراً. اتصلت به، ورد علي، وتفاعل مع موضوعي، واهتم به شخصياً، ووجه بمعاودة بث «شباب البومب». الوزير يقف في صف الشباب دائماً، والدليل برنامج المسابقات «المكعب»، حيث أرادوا أن يقدمه شاب فقدمته أنا. والآن ماجد مطرب فواز يقدم برنامج «الديرة». وعلى المسؤولين في كل مكان إعطاء الشباب الفرصة حتى يخرجوا مواهبهم. الشباب عندهم فكر جديد غير الفكر القديم، ونحن في زمن التكنولوجيا والإنترنت والتويتر والإعلام الجديد. الآن تأتيك المعلومة بسرعة، وقبل أن تنزل في الصحف، والشريحة الكبرى التي تتعامل مع الإعلام الجديد هي فئة الشباب. * ماذا عن حلقة «المهايطي» التي شارك فيها الفنان فايز المالكي. يقول بعضهم إن المالكي ظهر مرتاحاً، ومغايراً لما يظهر عليه في مسلسلات أخرى؟ - فايز المالكي نجم أضاف للحلقة كثيراً. وقام بتجسيد دوره فيها قبل أن يصور مسلسل «سكتم بكتم». أرجح أن سبب ارتياحه أتى من ابتعاده عن «هموم» الإنتاج، فمن جرب الإنتاج يعرف أنه هم وقلق يأخذ من الممثل كثيراً من الجهد. * ماذا تقول عن خوضك لغمار الإنتاج وأنت في هذه السن؟ - أولاً، أنا أشكر كل من وقف معي بصدق من الزملاء الفنانين والمنتجين والإعلاميين، والجهات والأفراد الذين وافقوا لنا على التصوير، وكذلك المسؤولين في التليفزيون السعودي الذين شجعونا على إنتاج العمل عندما قدمنا لهم حلقة «بايلوت» أنموذجية قبل سنتين من الآن، ثم عمدونا بعد أن انتهينا من العمل، ووافقوا على عرض المسلسل على قناتنا الأولى، وفي هذا تشجيع ودعم كبير لجميع الشباب المشاركين في «شباب البومب». * لم نجد العنصر النسائي في المسلسل، ورغم ذلك نجح؟ - هذا الشيء كنا نراهن عليه، فليس شرطاً أن يحضر العنصر النسائي كي تعمل «شو» في العمل. الفكرة هذه غير صحيحة، والفن في النهاية رسالة، ونحن رسالتنا شبابية. وإذا احتجنا للعنصر النسائي في الحلقة نأتي به، وإذا لم تكن هناك حاجة لوجوده فلماذا نقحمه. مشهد من مسلسل “شباب البومب”