لا يختلف اثنان على أن نظام «ساهر» الذي أطلقته الإدارة العامة للمرور بالسعودية قد حقق نتائج إيجابية في رصد المخالفات المرورية على المخالفين والمتجاوزين للسرعة النظامية بطريقة جديدة وتقنية حديثة عن طريق (الفلاشات) الوماضة التي ردعت المتهورين وقللت من نسب الحوادث المروعة والسرعة الجنونية.. بغض النظر عن الملاحظات التي سجلت على النظام من حيث آلية التطبيق والانتقاد الذي طاله!. ولأن «ساهر» المرور قد نجح في تعديل سلوكيات الناس في الشوارع من مستخدمي المركبات وحاول ردع المستهترين بالأنظمة المرورية.. كنا نتمنى ونتطلع لأن يكون هناك نظام جديد شبيه لساهرالمرور يكون في الوزارات والأجهزة الحكومية في جميع مناطق ومحافظات السعودية لرصد حالات الفساد الإداري الكثيرة التي تفشت بشكلٍ كبير في بلدنا.. وتسبب هذا الفساد في التلاعب بخيرات البلد.. وتعثر المئات من المشروعات العملاقة في التعليم.. والصحة.. والطرق.. وفي مجالات أخرى كثيرة كان من المفترض أن تكون موجودة على أرض الواقع منذ زمنٍ بعيد لخدمة المواطن والمواطنة أينما كانوا.. وأينما حلوا!. فنحن بحاجة لوجود «ساهر» من نوع آخر لكشف مواطن الفساد والتلاعب الذي يحدث في مشروعات وخيرات البلد التي تُنهب وتُسرق آناء الليل وأطراف النهار بكل جرأة دون الخوف من أحد لضعف دورالرقيب.. وبحاجة لوجود «ساهر» لرصد حالات التغيب والتسيب الوظيفي في جميع الإدارات والأجهزة الحكومية الأمرالذي يؤدي إلى تعطيل معاملات ومصالح المراجعين والمراجعات دون أي ذنب.. وبحاجة لوجود «ساهر» لرصد تجاوزات بعض المسؤولين في الوزارات والإدارات الحكومية واستغلال السلطة والنفوذ لتحقيق مصالح شخصية لهم على حساب مصلحة المواطن والوطن وعرقلة تنفيذ قرارات الدولة وتأخيرتنفيذها وبالتالي تقديم خدمات غير مرضية لأبناء الوطن.. وحرمانهم من مكتسبات وخيرات وطنهم!. نحن فعلاً بحاجة ماسة لوجود «ساهر» الوظيفي في كل وزارة.. وفي كل إدارة وجهاز حكومي.. حتى يستشعر المسؤول والموظف معاً عظم المسؤولية والأمانة الوظيفية الملقاة على عواتقهم.. والقضاء على جريمة الفساد الإداري.. للرقي بمشروعات وخدمات وطننا المعطاء نحو الأفضل والأجمل!.