قالت الفنانة هند صبري إنها سعيدة بابنتها عالية؛ لأنها نتاج مصري تونسي، في ظل الأزمات العربية. وأشارت إلى أنها استعانت بمرضى الإيدز لتقمص دورها في فلم أسماء، الذي حاز على إعجاب النقاد في آخرعرض له في مهرجان أبوظبي السينمائي. وقالت: مازلنا نعاني من صعوبة في كتابة النصوص الدرامية التي تخص المرأة، مشيرة إلى أن المشكلة في عدم موازنة الأعمال تعود إلى عدم الترابط الأسري، الذي يسيطر على مجتمعنا العربي. وإلى المزيد في الحوار التالي: * - من هي أسماء؟ هي امرأه شجاعة مستقلة، تتزوج بمن تختاره، رغم كونها من إحدى البلاد النائية، وتشاء الظروف أن تصاب بمرض الإيدز، والفلم مختلف تماماً عن أي عمل قدمته من قبل، ويناقش قضية مهمة تم إهمالها وتجاهلها من قبل الإعلام والدولة، وهو مرض الإيدز، وهذا الإهمال أساء لأصحاب المرض، ونحن قدمنا العمل، ومن داخلنا نتمنى أن الدولة تغير من بعض قوانينها، وتتعامل مع هؤلاء الأشخاص كمواطنين عاديين، وليسوا درجة ثانية، والعمل كتابة وإخراجاً عمرو سلامة، ويشاركني العمل هاني عادل، وماجد الكدواني، والعمل قصة واقعية. * - ما مصادركِ للاستعانة بهذا الدور المهم؟ استعنت بأصحاب المرض الحقيقيين، خصوصاً أن الإعلام تجاهل هذا المرض، وتعامل معه بشكل سيئ؛ ولذلك ذهبت إلى أحد المستشفيات في مصر، وتحدثت معهم، بعد أن اكتسبت ثقتهم من خلال تعاملي معهم، وتعرفت على ظروفهم ومشكلاتهم الحقيقية، التي انحصرت، فقط، في كون المجتمع أصبح ينظر إليهم نظرة فيها إساءة. * - وهل أسماء تطرح هذه المشكلة؟ بالتأكيد، نحن لا نطرح فقط قضية مرضى الإيدز فقط، وإنما نطرح القضية، ونعري المشكلة الحقيقية التي تحدث من خلال بعض القوانين في الدولة، التي تحتاج إلى التغيير للتعامل مع المرضى، وكذلك بعض المشكلات التي تصادف المرأة في المجتمع، من خلال أسماء، المرأة التي تعاني من مشكلات عديدة في المجتمع، وهنالك مشكلة بعض الأطباء الذين يفكرون بشكل سيئ تجاه مرضاهم. * - فلم أسماء عُرض في مهرجان أبوظبي. حدثيني عن استقبال الجمهور له، وما تعليقكِ على أن أغلب المهرجانات العالمية تهتم بالسينما العربية في الفترة الأخيرة؟ أنا سعيدة بالشكل الجيد الذي استقبل به فلم أسماء في مهرجان أبوظبي السينمائي، وإعجاب كل من حضروا في القاعة، وحصوله على جائزتين؛ هما أفضل إخراج، وأفضل ممثل، وسنسافر بعد ذلك إلى مهرجان لندن، وأنا شهادتي بحق المهرجان مجروحة؛ لأنني، ومنذ بدايتي، أشارك في أعمال تصل إلى المهرجانات، وأحياناً أتعمد أن أقدم أعمالاً للمهرجانات، وأفخر أن معظم أفلامي ذهبت إلى المهرجانات، وحصلت على جوائز عالمية، وهذا العام يوجد إقبال كبير من قبل المهرجانات على أفلام الربيع العربي. * - أنتِ من الفنانات المهتمات بأعمال المرأة، فهل تعتقدين أنها أخذت حقها؟ نحن مازلنا نعاني من مشكلة كتابة سيناريو للمرأة، ففي الدراما التلفزيونية الوضع مختلف، خصوصاً أنه يخاطب «سيدات البيوت»، لكن جمهور السينما مختلف، فالسينما تعتمد على شخصيات من الممكن أن تكون رجلاً، أو امرأة، أو طفلاً، أو عجوزاً، وأنا ضد تلك التسميات، ولا أعرف لماذا نحصر أنفسنا في شكل معين من الأعمال، ولا يوجد لدينا تنوع، فالحياة ليست امرأة، أو رجلاً، فقط؛ لأن دورنا كفنانين أن نصل بتلك المشكلات للمسؤولين، ونحن نحاول حلها. * - هل أنتِ ضد فكرة النجم الأوحد؟ كل عمل له متطلباته، وكل كاتب له وجهة نظر، وفي بعض الأحيان تجدين سيناريو لبطل واحد، وآخر لعدد من النجوم، ومن المفترض أن يكون لدينا كل الألوان. * - هل تهمكِ البطولة المطلقة؟ أنا أهتم فقط بالتمثيل، وتلك الحسابات لا تشغلني، ولا أريدها أن تشغلني عن التنوع والإجادة الذين أبحث عنهما. * - كيف يمكن أن نحقق الموازنة الصعبة، ونقدم أعمالاً متنوعة مثل الغرب؟ مشكلتنا ليست الإنتاج، فنحن مجتمع مدني غير مترابط، والكبير لا يتحدث أو يتواصل مع الصغير، والفقير لا يتعامل مع الغني، والمريض لا يحدث السليم، والطبيب لا يحدث المريض، هذه هي مشكلتنا الحقيقية، وإذا حدث الترابط في النسيج الوطني، سنجد أفلاماً تعبر عن ذلك. * - قدمتِ فلم (18 يوماً)، الذي يعبر عن تاريخ ثورة مصر، فهل هذا تعويض عن عدم وجودكِ في ساحة التحرير؟ كنت خلال الثورتين في أشهر حملي، وكل امرأة حامل، وخصوصاً في الشهور الأخيرة تفهم تلك المعاناة؛ ولذلك لم أستطع الحضور والمشاركة في الثورة، مثل زملاء لي؛ لذلك أحببت أن أحضر من خلال فلم 18 يوماً، وهو مشاركة جماعية لي مع مجموعة من أصدقائنا الممثلين والمخرجين، أردنا فيها أن نقول للعالم: إننا، كفنانين، لنا وجهة نظر. * - لماذا لم تقدمي برنامجاً سياسياً مثلما فعل بعضهم بعد الثورة، وأنتِ فنانة مصرية تونسية؟ أنا فنانة، ولست إعلامية؛ لكي أقدم برنامجاً، لكن كوني درست الحقوق، قدمت تعريفاً لبعض المصطلحات السياسة المهمة؛ لكي يستفيد منها أكبر مجموعة من الأشخاص، وكذلك وضعتهم في مجموعتي على الفيسبوك، الذي يحتوي على أكثر من 190 ألف معجب؛ لكي يستفيدوا منه، وذلك بالتعاون مع المخرج عمرو سلامة. * - هل ما زالت هند ترفض التصنيف السينمائي؟ أنا أرفض التصنيف، ولمأقدم كل الأدوار، فأنا لا أحب سجني في إطار معيَّن؛ ولذلك أرفض وسأرفض التصنيف دائماً. * - ماذا عن هند صبري الأم؟ أسعد شيء في الدنيا أن ترى مولودك، فهي نتاج مصري تونسي، وجاءت في عصر الحرية، وهي تميمة حظي وسعدي.