رؤيتي الخاصة للوضع في سوريا هي أنه ورغم القتل والدمار إلا أن الأسوأ لم يبدأ بعد.. وأن حلفاء النظام لن يتخلوا عنه بتلك البساطة.. ليس حباً في ذلك النظام ولكن لأن سقوطه سقوط لمشروعاتهم في المنطقة.. وأنهم سيحاولون بكل الوسائل جر أطراف أخرى للصراع وخلط الأوراق لتأجيل السقوط. وأظن أن القادم في سوريا ما بعد الأسد ضبابي ومخيف لأن القوى الجهادية التي تشارك الآن في النضال ضد النظام لا تتحدث عن سوريا المستقبل، سوريا الدولة، ولكنها تتحدث عن بلاد الشام. ولاستخدام مسمى «بلاد الشام» دلالة لا تخفي على المراقب. غير أن الشيء المؤكد وسط كل هذا (اللا يقين) هو قرب سقوط النظام.. ليس لأن أركانه تتهاوى وأن الثوار يتجولون في أحياء دمشق ولكن لأن الموقف الروسي اعتاد أن يقف في صف الخاسر دائما.. حدث ذلك في كوسوفو وصربيا وليبيا ولن تكون سوريا مختلفة عن ذلك، هذا الموقف ومثله الصيني عصي على التفسير والبرجماتية السياسية. الوضع السوري بحاجة إلى قراءة مختلفة عما حدث في ليبيا مثلا؛ لأن القوى الإقليمية المتصارعة في الملعب السوري كثيرة وبأجندات مختلفة، يتداخل فيها الإثني بالطائفي والإقليمي بالدولي والجغرافي بالسياسي، وما يحدث في مجلس الأمن انعكاس للتناقضات الكبيرة في الرؤى والمواقف من كل الأطراف والغامض منه أكثر مما هو معلن بكل الأحوال. وفي كل هذا (اللا يقين) فإن اليقين الوحيد هو أن الشعب السوري في محنة كبرى، وأن تمديد بعثة الأممالمتحدة شهرأً آخر ليس أكثر من رخصة أخرى للقتل وأن مستقبلاً مشوشاً لا ينتظر سوريا وحدها فقط ولكنه ينتظر دولاً أخرى وأن الربيع ليس دائما موسما لتفتح الأزهار.