الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    وزير الرياضة يوجه بتقديم مكافأة مالية للاعبي فريق الخليج لكرة اليد    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    إطلالة على الزمن القديم    أرصدة مشبوهة !    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    العوهلي: ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري بالمملكة إلى 19.35% مقابل 4% في 2018    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارض سوري: 3 سيناريوهات للتعجيل بإسقاط الأسد والتدويل أسرعها
نشر في اليوم يوم 28 - 03 - 2012

أكد الإعلامي السوري، والمعارض، ثائر الناشف، أن ما يجري في بلاده ثورة بالمعنى الصحيح، رافضاً توصيفها بالأزمة، وأشار إلى أن جرائم نظام الرئيس بشار الأسد، تستحق المحاكمة الدولية.
وقال إن الدور الإيراني المشبوه في دعم الأسد، لا يخفى على أحد، مؤكداً وجود عناصر استخباراتية من الحرس الثوري، وعناصر من حزب الله اللبناني، للمشاركة في حملات القمع والقتل، حتى قبل اندلاع الثورة.
وثمّن الناشف، المواقف الرائدة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، في التعامل مع الملف السوري، وقال إن ذلك جاء بعد أن تأكدت المملكة ومعها دول الخليج من أن نظام الرئيس الأسد، «كاذب ومخاتل» ولا يوفي أبداً بأي من وعوده، سواء السياسية أو الإصلاحية.
وكشف الناشف عن ثلاث سيناريوهات للتعامل مع الوضع السوري، ولخصها في السيناريو الحالي، هو يتمثل في حركة أنشقاقات نسبية تجري الآن في صفوف الجيش السوري تزعزع النظام، أما الثاني فيتمثل في تشكيل قوات ردع عربية، تحمي المدنيين، أما السيناريو الثالث، فيتمثل بالتدويل، من خلال إنشاء قوة أممية، وفرض مناطق عازلة على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا من جهة محافظة أدلب، وفرض حظر جوي للمطارات السورية التي تهبط فيه طائرات روسية وإيرانية.. معتبراً هذا السيناريو الأسرع لإسقاط النظام.
(اليوم) التقت ثائر الناشف.. في نقابة الصحافيين المصرية، ليكون هذا الحوار:
ليس أزمة
ما توصيفك للأزمة السورية في الوقت الحالي؟
بداية لا أعتبر ما يجري في سوريا الآن أزمة، إنها الآن ثورة وإن كان هناك في سوريا أزمة فمن يمر بهذه الأزمة هو النظام السوري الذي ينتظر أن يتهاوى ويسقط وبالنسبة للشعب السوري هي ثورة إستخدم فيها نظام الأسد القتل الممنهج للقضاء على الثورة وإخماد حماس الشباب.
ما تعليقك على تصريحات زير الخارجية الروسي المدافعة عن الأسد، والتي تستخدم فزاعة الإرهاب والقاعدة لتبرير مساندة بلاده له؟
الروس كاذبون، وهم الذين أوهمونا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بحق الحرية التي حصلوا عليها، وللأسف، فإنهم يعملون الآن على حرماننا منها.
تصريحاتهم باستخدام فزاعة القاعدة، وأن هناك ضغوطاً لإنشاء نظام سني، ويقصدون بها ضغوطا خليجية، من قبيل البهتان والشهادة الزور، لأنهم يؤججون الطائفية التي نؤكد نحن السوريون إننا بريئون منها، روسيا ولافروف وقياصرة الكرملين، ليس لديهم أي مصداقية معنا، ونحن نعرف خداعهم وكذبهم، ومشاركتهم في قتلنا مع صنيعتهم في القصر الجمهوري بدمشق.
صدقني.. لن ننسى لهم جريمتهم، وهم يعرفون ذلك، لذا يستميتون في الدفاع عن عميلهم، بأي طريقة، ولا يجدون غير النيل من القيادات والدول العربية الشريفة التي وقفت معنا، روسيا والأسد وإيران وحزب الله الآن في خندق العداء للشعب السوري، وسيندمون على ذلك.
نظام قمعي
كإعلامي سوري كيف الخروج من هذا النفق المظلم؟هل وصلت هذه الأزمة باعتبارك جزء من المعارضة حد القطيعة مع النظام وإنه لابديل عن إسقاطه بأي ثمن؟
نظام الأسد لم يترك فرصة منذ أن وصل إلى الحكم أو ألمح إلى تقديمها إلى الشعب السوري أو المعارضة السورية التي نفيت منذ سنوات خارج الوطن ومن بقي داخل الوطن تعرض للقمع، لذلك لا توجد هناك منطقة وسطى يمكن من خلالها التعويل أو المراهنة على أن نظام الأسد يمكن أن يقدم رزمة إصلاحية حقيقية يمكن أن يؤخذ بها من قبل الشعب أو المعارضة.
لقد فات القطار على نظام الأسد،، أن يصلح من وضعه فهو نظام فاقد للشرعية الدستورية والشعبية لأنه أتى على ظهر الدبابة ولم يبن هذه السلطة إلا على جماجم السوريين ومن خلال سياسة القمع التي مارسها طوال أربعة عقود، فهو نظام مهترئ بهذه الصورة لا يمكن إصلاحه.. فمثل هذه الأنظمة السياسية الفاشستية لا يمكن أن يؤخذ بها في طريق الإصلاح وقد لا حظنا هذا من خلال الأنظمة التي تسمى دول الرابطة أو دول الإتحاد السوفيتي السابق وكيف إنهارت عبر نظرية الدومينو المتساقط مؤخراً بعد إندلاع حركات تغيير وثورات وربيع كان قد ضرب العديد من دول الإتحاد السوفيتي سابقاً.
كذلك النظام السوري بوضعه وتركيبته حالياً وبكل سياساته لا يفرق عن أي نظام شمولي ديكتاتوري كان سائدا في الحقبة السوفيتية، بل ربما هو يفوق هذه الأنظمة في سياسة القمع الوحشية التي يتخذها تجاه أبناء الشعب السوري، فالقمع الذي يمارس الآن تجاه الشعب السوري لا يمكن أن يقارن بأي قمع آخر مارسته أي من الأنظمة الديكتاتورية النافقة التي أسدل الستار على سنوات حكمها بما فيها نظام القذافي وبما فيها أيضاً نظام تشاوشيسكو في رومانيا وكل الأنظمة الديكتاتورية.
عدة ارتباطات
برأيك ماحدث في سوريا هل هو نتاج لما عاناه الشعب السوري من تسلط وإستبداد لأربعة عقود أم إنه تأثر بالربيع العربي؟
للأمر عدة إرتباطات.. الأول منها هو فعلاً ما يتعلق بالتأثر بربيع الثورات العربية التي إمتدت من تونس إلى مصر ومن ثم إلى بقية الدول العربية، أما الشق الآخر فهو يتعلق بسياسة القمع والقهر والفساد التي مارسها نظام الأسد، وعلى الرغم من هذا القمع فإن الشعب السوري قد تحرك في عدة مرات كان ذلك ممثلاً في الحراك الذي حدث في عام 1980 كان في صدارة هذا الحراك الإخوان المسلمين وقد تم قمعه بقوة .
وهناك الحراك الذي حدث بعد توريث بشار الأسد الحكم عام 2000 وخاصة في دمشق وتم القضاء عليه عن طريق سياسة القمع التي يتبعها النظام وهذا يعني أن الشعب السوري يهفو إلى الحرية ويسعى لها ولكن كانت الظروف تحول دون ذلك.. والآن عندما وجد الشعوب العربية تنتفض وتحقق التغيير تشجع وتجرأ الشعب ونزل الشارع وحطم أصنام الرعب التي رباها نظام الأسد طوال العقود الأربعة.
إحباط شعبي
يقال أن الشعب السوري وخاصة المعارضة محبط من رد الفعل العربي السورية وخصوصا جامعة الدول العربية؟
لأن ما جرى في ليبيا كان هناك إستجابة سريعة وقوية تجاه معاناة الشعب الليبي من قبل الجامعة العربية، وكذلك إحتلال العراق للكويت في عام 1990 , وكيف استجابت الدول العربية بسرعة، وكذلك في السبعينات حينما تحركت الجامعة العربية إتجاه إنقاذ لبنان قبل أن تسقط فى براثن الحرب الأهلية لذلك هناك إمتعاض شعبي ومن المعارضة السورية تجاه جامعة الدول العربية لتباطؤها في إتخاذ رد فعل نحو القمع الذي يتعرض له الشعب السوري من نظام الأسد.
موقف متباطئ
هل نفهم من كلامكم أن الجامعة العربية تمالئ للنظام السوري؟
إن الجامعة العربية موقفها ليس ممالئاً وحسب ولكنه موقف متراخ ومتباطىء ربما لأن النظام السوري نتيجة علاقاته المتشعبة مع إيران والتي قد تصل إلى حد التحالف إستطاع أن يفرض من خلال التحالف مع إيران سلسلة من الضغوط على بعض الدول العربية التي لها قرار مؤثر في مجلس الجامعة وفي أمانتها العامة.
الخليجي متقدم
ولكن الموقف الخليجي متقدم جداً على موقف الجامعة العربية خاصة أن المملكة العربية السعودية والملك عبد الله بعث رسالة إلى بشار الأسد وقد سحب السفير من دمشق، وهو ما أعلنته كل دول التعاون؟
الموقف الخليجي في إعتقادي موقف مشرف، نعم هناك مواقف رائدة وبناءة عدة اتخذتها المملكة العربية السعودية وكذلك الكويت ممثلة في البرلمان الكويتي وكذلك مواقف لافتة لحكومة البحرين، أعتقد أن المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي أن تتحرك بوتيرة عمل واحدة تجاه الجامعة العربية، لأن لدول مجلس التعاون ثقل حقيقي اليوم داخل أروقة الجامعة.
رهان على حرب
ما عناصر بقاء الأسد في رأيك؟
نظام بقاء الأسد في رأيي يعتقد أن بقاءه مرهون بإندلاع حرب أهلية طاحنة بين فئات الشعب السوري وبمختلف مذاهبه وعرقياته وهذه الحالة التي يتمنّاها لم تتحقق ولن تتحقق بفعل الوعي الشعبي والجماهيري.
ولكن هذا هو ما يسوّق له النظام، الذي يقول :»أنا أو الحرب الأهلية» ولكن هل تعتقد أن المحاور التي تساند نظام الأسد هي إيران وعملائها؟
هو إضافة للحالة الطائفية التي يعمل عليها من خلال إشعال فتيل الحرب الأهلية، يراهن أيضا على العامل الإقليمي الذي يتمثل فى إيران وحلفائها في المنطقة، وفي مقدمتهم حزب الله، وحكومة المالكي وتيار مقتدى الصدر في العراق، وبعض التشكيلات ذات العلاقة مع إيران والمتواجدة في دول خليجية، وهو يعتبر هذا العامل الإقليمي في المرتبة الثانية، لكن الرهان الأساسي للأسد الآن هو على تفجير الحالة الطائفية في سوريا، لأنه يعلم أن إيران إن وقفت معه في هذه الأيام والشهور فلن تستمر هكذا، لأن إيران نفسها تتعرض لضغوط هائلة عربية وغربية، وأعتقد أن الموقف في إيران لن يكون ثابتا.
أعتقد أن إيران لن يكون بمقدورها أن تدخل في حرب إقليمية دفاعا عن بقاء نظام الأسد,, أو الحفاظ على هذا التحالف الذي يوفر لها جسرا للوصول إلى مياه البحر المتوسط، ممثلا في حزب الله.
إيران تستطيع التعويض عن نظام بشار من خلال العراق، وهي تعمل على ذلك خصوصا بعد انسحاب القوات الأمريكية.
تورط إيراني
ما دام الحديث عن دعم إيراني قوي، هل تعتقد بوجود جنود إيرانيين رسميين أو غير رسميين، أو عناصر من حزب الله تساعد نظام الأسد في حربه ضد الشعب السوري؟
هذا الأمر ثبت بالواقع، وليس فقط من خلال ما جرى التصريح عنه عبر الإنترنت، أو بعض وسائل الإعلام، لأن هؤلاء الخبراء العسكريين والأمنيين والمستشارين الإيرانيين الذين قدموا لسوريا لم يتواجدوا قبل اندلاع الثورة، لكنهم موجودون قبلها بسنوات، لتدريب جيش الأسد وقواته الأمنية، ومعروف أنه كانت هناك عناصر تابعة لحزب الله، موجودون في معسكرات تدريب في منطقة عدرا شمال شرق دمشق، وتكثف وجودهم خلال الأشهر العشرة الماضية، بسبب ما لدى إيران من خبرة في قمع الحركات الاحتجاجية هناك، خاصة في أعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلت أحمدي نجاد للسلطة، وما عرف يومها بحركة المد الأخضر عام 2009، وإيران في إطار حرصها على بقاء الأسد فإنها تدعمه بكل ما تملك من معدات عسكرية وتسليح وهناك قبل أسبوع جرت محاصرة أربع شاحنات إيرانية كانت تعبر للأراضي السورية، عبر البوابات التركية. إضافة إلى سفينة الأسلحة الإيرانية التي كانت قد أرسلتها عبر قناة السويس قبل 9 أشهر.
ليس هذا فقط، بل أن كثيرا من المتظاهرين، كانوا قد ألقوا القبض على بعض عناصر الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله، وهناك قناصة من حزب الله، كانوا يقفون عند الحواجز الأمنية لممارسة القمع الذي لا يستطيع الجندي السوري ممارسته، وأكبر دليل على حجم الوجود الإيراني أن المتظاهرين السوريين في حي بابا عمرو بمدينة حمص، ألقوا القبض على 5 خبراء عسكريين إيرانيين، يعملون في مجال الاستخبارات، وهذا ما كان يبرر القصف الشديد لقوات بشار على حي بابا عمرو، والذي كان أساساً من أجل الضغط لإطلاق سراح هؤلاء الخبراء، لأن بقاءهم في يد المتظاهرين السوريين هو فضيحة للنظام ولإيران كذلك. وهنا أقول إن المتظاهرين سيكشفون عن هؤلاء الخبراء في حال تأمين خروجهم المباشر أمام وسائل الإعلام.
ليس دقيقا
ما رأيك فيما يُقال عن أن المعارضة السورية ما كان لها القيام بهذا الدور في غياب تمويل خارجي؟
- أعتقد أن هذا الموضوع ليس دقيقاً للغاية لأن المعارضة السورية لو كان لها تمويل من دول أجنبية أو حتى عربية بعينها لما كان وضعها كما هو الحاصل الآن، فالمعارضة السورية ربما جزأ منها يتلقى مساعدات من منظمات مدنية غير حكومية أو منظمات حقوقية تابعة للولايات المتحدة أو منظمات أوروبية.
هناك معلومات تقول أنكم ممولون خارجياً، وتحديداً من وكالة الإستخبارات الأمريكية؟
- وضع المعارضة السورية حقيقة يختلف عن المعارضات العربية الأخرى وأنا أخص تحديداً المعارضة العراقية أيام صدام حسين التي كانت تتلقى تمويلاً بسخاء من قبل إيران كما هو حال حزب الدعوة والشيعة، وشرائح واسعة كانت تتلقى تمويلا من وكالة الإستخبارات الأمريكية ومن البيت الأبيض نفسه، أما المعارضة السورية تعتمد في تمويلها على رجال أعمال سوريين كان لهم شركات تم إغلاقها بواسطة النظام، وخرجوا من سوريا ويدعمون المعارضة، وهناك ربما أفراد من المعارضة يتلقون تمويلاً من منظمات مدنية غير حكومية، وكان وثائق ويكليكس قد أعلنت ذلك والأفراد أعلنوا ذلك، وهذه المنظمات بعضها أمريكي وبعضها فرنسي، وهذا لا يعيرهم في شيء، لأنهم يقومون بنشاطات تحتاج إلى تمويل البعض يقوم بعمل مراكز دراسات وأبحاث وأبحاث، والبعض يقوم بتفعيل مواقع إنترنت أو من خلال إصدار مجلات، موضوع الفضائيات المعارضة في تاريخ المعارضة كانت هناك عدة وسائل إعلام التي ظهرت مؤخراً، في الثمانينات كانت وسائل الإعلام المعارضة محصورة في نشرات الدورية التي تصدر كل شهر، وكانت تصدر في العراق لأن كانت شرائح واسعة من المعارضة السورية ممثلة في حزب البحث جناح اليمين المتمثلة بميشل عفلق وصدام حسين وأكرم الحوراني، وكانت نشرة تطبع في العراق، عندما تطورت وسائل الأتصال في الألفية بعيداً عن قناة رفعت الأسد فهي قناة شخصية، كانت هناك قناتان الأولى قناة سورية الجديدة التي سميت فيما بعد قناة زنوبية التي قيل أنها لعبد الحليم خدام، ومن خلال معرفتي هي تحظى بدعم من لبنان وتحديدا من تيار المستقبل، وهي فناة سورية معارضة تدعم وجهات المعارضة وكان هذا في عام 2008 ثم أقفلت نتيجة لوقف التمويل، ثم بعد ذلك بعام أنطلقت قناة للمعارضة من لندن تحمل أسم قناة «بردة» وهي لحركة العدالة والبناء التي هي جزأ من إعلان دمشق وهي لها بعد إسلامي ليبرالي معتدل بدعم من منظمات مدنية غير حكومية أمريكية، وقد أعترف أنس العبدة بذلك وهذا جواب حضرتك بأشكال الدعم الذي تتلقاه المعارضة.
3 سيناريوهات
في رأيك ما السيناريو المرتقب لسوريا وهل تتوقع سقوط الأسد؟
- نحن أمام ثلاث سيناريوهات، السيناريو الحالي، هو يتمثل في حركة أنشقاقات نسبية تجري الآن في صفوف الجيش السوري على مستوى الضباط، وجنود الصف، بالإضافة إلى مشهد التظاهرات اليومية التي تتسع يومياً لتمشل مزيداً من القرى والمدن التي تنضم لحراك الثورة، مثل حلب التي أنضمت بزخم التي كان يراهن النظام على حيادها، وأنضمت لحراك الثورة، وهذا السيناريو قد يطول يصل بنا لمدة عام، حتى ينتهى و ينهار النظام من خلال التخلخل الإقتصادي، وانهيار المنظومة الأمنية التي يستخدمها في القمع، في نهاية المطاف هذه الأجهزة سوف يصيبها العوار والعطب نتيجة عمليات القمع والقتل والعمليات التي يقوم بها المنشقون.
السيناريو الثاني هو يتمثل بتشكيل قوات ردع عربية، هذه القوات فيما لو دخلت عمق المدن السورية وقامت بتوفير الحماية للشعب السوري، الأمر الذي سوف يسرع من إسراع وتيرة التغيير في سوريا، ونزع الخوف لمن يخاف من الشعب والنزول في الشارع، ويجب أن يكون لتلك القوات مهام أمنية وعسكريةمن ضمنها نصب كمائن لمنع بشار الأسد من التهجم على الشعب، وإمكان الشعب من تنظيم مسيرات مليونية وإسقاط نظام بشار السيناريو الثالث، هو الذي يتمثل بالتدويل، من خلال إنشاء قوة أممية، تلك لها دور كبير في فرض مناطق عازلة على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا من جهة محافظة أدلب، وفرض حظر جوي للمطارات السورية التي تهبط فيه طائرات روسية وإيرانية يومياً لأجل إمداد جيش الأسد بالذخيرة، ومحاصرة الموانىء البحرية التي تستخدم من خلال البوارج الحربية الروسية التي تنقل الذخيرة، وكذلك أيضاً القيام بضربات عسكرية نوعية مركز على المراكز الأمنية التي يخرج من خلالها الشبيحة وعناصر الأمن وبعض الفرق العسكرية التي تقوم بعملية القتل وخاصة الفرقة الرابعة التي يتزعمها ماهر الأسد شقيق بشار، هذا السيناريو سوف يكون فيه الحسم سريعاً، وأسرع من السيناريوين الآخرين وأسرع من السيناريو الليبي الذي أستغرق بعض الوقت، ونظام بشار الأسد على وشك السقوط لكنه يقاتل للحظة الأخيرة ولن يقبل بأىة حلول سياسية كما حال المبادرة الخلجية التي تقدمت إلى اليمن، ولن يقبل بالرحيل كما هو حال بن علي ولا بالتنحي كما هو حال حسني مبارك، سيقاتل حتى اللحظة الأخيرة أكثر مما فعل نظام القذافي.
هذا رهاننا
على ماذا تراهنون لتحقيق كل ذلك؟
- نحن نراهن على إرادتين، على إرادة الشعب وإرادة الله، إذا كان الشعب قد أخذ على نفسه وعلى عاتقه إسقاط هذا النظام الذي طغى وتجبر طيلة 40 عاماً، فأن الشعب هو الضامن الوحيد لتحقيق التغيير، وهو الذي صنع الثورة وهو الذي سيجني ثمارها من خلال التضحيات والبطولات التي قدموها، ونحن نعتمد على إرادة الله في الوصول إلى هذا التغيير، لأن الشعب يقول يالله يالله مالنا غيرك يا الله، حتى لو كان الجامعة العربية لها مواقف إيجابية، وحتى لو تحرك المجتمع ولكن هناك إرادة الله وإرادة الشعب.
نظام كاذب
ما تقييمك للدور السعودي الذي كان أول موقف عربي واضح، تجاه جرائم القتل التي يرتكبها النظام؟
المملكة العربية السعودية في تعاملها السياسي مع نظام بشار الأسد، لمست وتأكدت من الكثير من حالات الكذب والمخاتلة، فالنظام السوري لم يكن وفياً لكل تعاهداته التي أبرمها مع المملكة، الآن وفي السابق من حكم التجربة التاريخية الطويلة للمملكة، هي علمت ما هي تركيبة هذا النظام وطبيعته، وكانت المملكة من طليعة الدول التي أيقنت أن هذا النظام لن يستمر كثيراً في الحكم مادام يتملص من الوعود بإعتقادي أن المملكة العربية السعودية لم يكن لديها أقل ما يمكن أن نقول عنه يقيناً أن النظام السوري يصلح أو يٌقدم حلولاً للشعب السوري لأن هذا النظام دائماً ما يقول طرف من الكلام ويذهب بإتجاه آخر.
نعم قادرون
كمعارض سوري، هل تعتقد أن المعارضة قادرة على إزاحة الأسد وتقديم رؤية بديلة لما بعد الأسد؟
- وجودي في المعارضة هو وجود مديد، ولكنه ظهر حقيقة الآن بعد أن خرجت إلى مصر بعد خمس سنوات الآن كل سوري هو معارض منذ أن تلده أمه، بالنسبة لمشاريع المعارضة السورية المستقبلية...هل تعتقد أن المعارضة قادرة على إسقاط الأسد، وقادرة على خلق رؤية بديلة لما بعد الأسد.. صراحة المعارضة بمفردها لن تستطيع إسقاط نظام الأسد دون أن يكون دور للشباب الثائر، والفضل يعود أولا وأخيراً للشباب، ...لأنهم من يتعرض للقتل والذبح والتنكيل داخل سوريا.
نحن نأمل أن نكون صدى لهم في الخارج وأن نحمل كل ما يطالب به الداخل إلى مختلف أنحاء العالم، والتواصل بشكل فردي وبشكل منظم لكتل من المعارضة السورية ولعل المؤتمرات الثمانية التي عقدت في عدد من الدول العربية وفي تركيا وكان جزء منها التواصل مع الناشطين في سوريا والوقوف مع مطالبهم، ومحاولة تنفيذها، كنا نعمل دائماًَ على تحقيق مطالبهم، وكان البعض منهم يطلب منا أن نعلي من سقف مطالبنا السياسية، عبر وسائل الإعلام والتواصل مع الحكومات والهيئات السياسية مع الدول العربية والغربية، ومطالب بتوفير إغاثة وتم عمل حملات إغاثية توفر أدوية وأغذية وكل ما يحتاجونها في الداخل.
تراجع تركي
بمناسبة تركيا.. يقال أن الدور التركي تراجع وخفت بعد أن تصاعد ..
الموقف التركي كان خافتاً في البداية ثم تصاعد بعد أن تأكد أن الشعب يريد إسقاط النظام والآن النظام التركي خفت، وأنا اعتقد أن الأتراك يقفون في مسافة فاصلة بما يريده الشعب وما يريده النظام السوري والأتراك وقفوا عند هذا الحد، وهو يريدون أن يعرفوا الموقف العربي بصورته النهائية الذي يتجلى في الجامعة العربية، وكذلك الموقف الأقليمي بما يخص إيران، وإسرائيل التي لها حدود شمالية، ويريدون معرفة الموقف الدولي في صورته النهائية، من خلال العرقلة الروسية والصينية لمجلس الأمن، والأتراك متأكدين أن نظام الأسد راحل لا محالة، وأنهم قطعوا كل خيوط الإتصال مع النظام السوري، مثل خيط الأقتصاد الذي كان يدر على تركيا الأرباح من خلال البضائع التي تدخل وتتدفق في الأسواق السورية.
وما دوركم كإعلاميين في المنفى من أجل الثورة؟
بعد تجريد قوى العمل الوطنية السورية في الداخل، إقتضت المصلحة الوطنية السورية العمل أن يتم تفعيل دعم الثورة إعلامياً وبالتالي موقعي هو إعلامي وناشط سياسي معارض في كل منابر وقنوات الإعلام وذلك لما للإعلام من دور فعال في مناهضة أي نظام مستبد ونحن نعلم أنه لولا الإعلام الذي ينقل الوقائع والحقائق التي تقع في سوريا الآن لحظة بلحظة لوجدنا مجازر يندي لها الجبين. فكل ما يقوم به الإعلاميون الشباب في سوريا من نقل للحقائق ونحن نقوم بعملنا كإعلاميين متخصصين ومن ضمنها إيصال هذه الحقائق إلى وسائل الإعلام فهذا يساعد على تخفيف الأهوال والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد لأنه عندما يجد أن وسائل الإعلام تهتم فهذا يردعه عن مواصلة جرائمه ومع ذلك فهو لا زال يواصل سياسة القتل المتعمد والممنهج ضد الشعب السوري وأبناءه لذلك وجدت أن المعركة الحقيقية الآن مع نظام الأسد هي معركة إعلامية في شقها الكبير لأن الإعلام من خلال وسائل الإتصال الحديثة كان له دور كبير في تفجير الثورة السورية لأن ثقافة التسطيح التي مارسها نظام الأسد طوال أربعة عقود على أبناء الشعب السوري من خلال ثقافة التعمية والنمطية عبر المناهج الدراسية وما يقدمه من ثقافة الأقصاء والتهميش كل ذلك تحطم وتهدم وأزيل بفضل ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي كان جهاز الكمبيوتر الذي هو أصلاً وسيلة إعلام مثله مثل الصحيفة ومثل التلفاز له دوره الفاعل في تحريك الشباب وفي رفع مستوى الوعي وإيقاظ العقول نحو مكامن الخطر ونحو مستقبل مشرق.
الآن يقومون ببناءه من خلال وسائل الإتصال ولذك فبناء على أن الإعلام المكتوب في سوريا مراقب وهناك الكثير من الصحف العربية والأجنبية لا تدخل سوريا بفعل القمع والرقابة الصارمة لذلك لاتصل الحقيقة كاملة للشباب من خلال القنوات التليفزيونية فهناك باقة واسعة من القنوات التلفزيونية تعمل لمصلحة النظام السوري وهي قنوات لحلفائه وحتى القنوات الإخبارية التي كانت تعمل قبل الثورة لا توصف الوضع كاملاً في ظل افتقار المعارضة لوسائل إعلامية حقيقية وفاعلة، ومن هنا تمثل الدور الكبير الذي تمثل في وسائل الإتصال التي هي جزء من وسائل الإعلام وهي أيضاً كإعلامي سوري ليست معركتي من خلال شبكات التلفزة أو من خلال الصحف التي أكتب بها مقالات سياسية منذ عدة سنوات ومن ضمنها صحف خليجية ولبنانية ومنها أيضا صحيفة السياسة الكويتية ولكن أيضاً كان من خلال الإنترنت وقد قمنا بحملات واسعة لدعم نشطاء أو سياسيين كانوا قد أعتقلوا في السجون السورية.
نعم متفائل
سؤال أخير، هل أنت متفائل بنجاح الثورة السورية؟
متفائل والسبب إيمان الشعب السوري بتحقيق التغيير، فالشعب أمامه فرصة تاريخية بإسقاط الأسد، أما أن ننتظر حافظ الأسد الثاني، والشعب السوري أقسم منذ اليوم الأول الذي خرج فيه من منزله إلى الشوارع والميادين أنه لا يعود إلا بعد إسقاط نظام الأسد، وقد قالها بالفم المليان الموت ولا المذلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.