اشتهرت المدينةالمنورة بأجوائها الروحانية المفعمة بأداء العبادات وممارسة العادات، والحفاظ على التقاليد، في شهر رمضان المبارك. ويستعد الأهالي لاستقبال الشهر منذ منتصف شهر شعبان، ومن بين ذلك طواف الأبناء بين منازل المدينة وأحواشها، ومناداتهم الأهالي للحصول على الحلويات والمكسرات، مرددين المقولة الحجازية المعروفة «سيدي شاهن يا شربيت»، إلا أن معظم تلك المظاهر اندثرت في السنوات القليلة المنصرمة. إعداد طعام الإفطار وأوضحت هيا البركاتي أن التجار قبل 45 عاماً كانوا يبسطون تجارتهم وبضاعتهم الرمضانية أمام بابي السلام والرحمة بالمسجد النبوي، لبيع التمور والمعجنات والشريك والقطايف والحلويات والمواد الغذائية، مثل السمبوسة، والمقليات، مضيفة أنهم يرددون عبارة «عبي فطورك يا صائم»، وذلك بعد صلاة العصر، وقبيل أذان المغرب. وذكرت أن الفرّانة يستعدون لإخراج الطبليات، التي تحتوي على أنواع متعددة من الخبز، ومنه الشريك والفتوت المديني، ويغطون ذلك بقطع من القماش، لافتة إلى أن أبرز هؤلاء التجار من أسر الشيحة والعم صادق العقبي. عادات لا تنقطع وتشير عزة البركاتي إلى أن المدينةالمنورة تشتهر في رمضان المبارك بكثرة زيارات الأهالي لبعضهم، مبينة أن الأهالي يرتادون بشكل يومي على أحد المنازل لتناول الإفطار، مصطحبين معهم ما يقومون بصنعه بمنازلهم من مأكولات وعصيرات وغيرهما. ولفتت إلى أن المشروبات الباردة وأبرزها «السوبيا» تتصدر قائمة مائدة الإفطار، وأبرز معديها «الخشة»، فضلاً عن «الشوربة والسمبوسة». البليلة الشهيرة فاروق كابلي ويشير الإعلامي فاروق كابلي إلى طعام «البليلة» الشهير بالمدينة، مبينا أنها تنتشر بشكل كبير بأحواش وأزقة المدينة، واصفاً صناعة البليلة بالمهنة المربحة إلى اليوم. ويضيف يصعب على المار تجاهل صوت صاحب البليلة الذي يردد «بليلة يا بليلة.. والنابع الله يا حلبة.. بعنا واشترينا أخضر يا ليمون»، لافتاً إلى أنها ذات نكهة خاصة بالشهر الفضيل، ويحرص أبناء المدينة عند ذهابهم لأداء صلاة التراويح على الذهاب للبائع «حكم» أشهر بائعي البليلة الواقع بشارع قربان بالقرب من «الخشة». التميس والفول أحمد أمين مرشد ويوضح الباحث والمؤرخ أحمد مرشد أن خبز التميس، انتقل مع المهاجرين إلى المدينةالمنورة، وخاصة من بلاد آسيا، مبينا أن سفر الإفطار، وخاصة سفر المسجد النبوي، تتميز بخبز التميس، الذي يصنع بأحجام كبيرة. ويقول اللواء الدكتور أنور عشقي إن معظم الأفران وصناع التميس في المدينة هم البخارية والكشغر، وكان ينافسهم أشقاؤهم من اليمن، حتى تميز الآسيويون من أفغانستان والكشغر بصناعته واشتهروا به، وانتشر بأنواع مختلفة، ومنه ما يصنع بالسمن والبر، وما يضاف إليه الجبن في الوقت الحالي. ويشير فتح الرحمن أبو الجود إلى أن أشهر خابزي التميس محمد عابد في شارع العينية، وتميز بصناعته للتميز والمنتو والفرموزة واليغمش وغيرها. وأضاف أبو الجود أن أبرز بائعي الفول بالمدينة كان في أواخر سوق الخضرية بجانب زقاق الطوال ويشتهر بالفوال «بكر» حيث كان سعر الفول لا يتجاوز قرشين فيما مضى. أبرز أسواق المدينة * سوق الخضرية المختص بالخضار واللحوم. * سوق القماشة المختص ببيع الأقمشة. * سوق باب المجيدي الملاصق للمسجد النبوي. * سوق المناخة المختص ببيع المواد الغذائية الحجازية الشهيرة كالسمن والبر والعسل والمضير. * سوق التمارة المختص ببيع الرطب والتمور. * سوق الخان القديم. سوق التمارة في أوائل التسعينيات الهجرية باب السلام بالمسجد النبوي الشريف قبل التوسعات جانب من سوق المناخة بالمدينةالمنورة منتصف عشرينيات القرن الماضي