يجري إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية، في أجواء من السرية في غزة، مشاورات موسعة مع قيادات حركة حماس لوضع تصور نهائي لتعديل وزاري وصف بالأكبر والأعمق منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، ويشمل تعيين قيادي بارز من الحركة كنائب لهنية بصلاحيات كاملة لأول مرة. ورغم حالة التكتم الشديدة على أسماء الوزراء الجدد، إلا أن مصادر رفيعة المستوى في الحركة كشفت ل«الشرق» عن الاتفاق على تعيين الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، نائبا لرئيس الوزراء بصلاحيات كاملة، لإتاحة الفرصة أمام هنية للتفرغ لترتيب أوضاع الحركة الداخلية في قطاع غزة استعدادا لأي انتخابات قادمة. وربطت المصادر بين التعديل القادم وبين نتائج الانتخابات الداخلية التي جرت مؤخرا في حركة حماس، التي أسفرت عن خسارة عدد كبير من الوزراء والعاملين في مجلس الوزراء لمناصبهم في الحركة، في مؤشر على عدم رضا القاعدة الجماهيرية لحركة حماس عن أدائهم، وهو ما دفع الحركة للتفكير في تعديل وزاري واسع في محاولة لرفع شعبية الحكومة التي تدهورت بسبب فشلها في حل عدد من القضايا المزمنة، وفي مقدمتها الكهرباء. من جانبه أكد رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس وسام عفيفة، ما نقلته المصادر ل«الشرق»، معتبرا أن التعديل جاء نتاجاً لرؤية جديدة من المكتب السياسي لحركة حماس المنتخبة قبل نحو شهرين لتدارك الموقف والغضب الشعبي على الحكومة بغزة. وأضاف عفيفة «فكرة التعديل من حيث التوقيت لها بعد سياسي وهو أنه جاء بعد نحو شهرين من قيام حكومة رام الله بتعديل وزاري، وهو ما أعطى فرصة لحكومة غزة أن تسير على نفس النمط»، معتبراً أن التعديل هو بمثابة ورقة سياسية يمتلكها كل طرف للضغط على الطرف الآخر. وأشار عفيفة إلى أن التعديل الوزاري يعطي تأكيدات واضحة على أن ملف المصالحة الفلسطينية ليس على أجندة كلا الطرفين في الوقت الحالي ما قد يعني تعطل المصالحة وتجمدها بشكل كامل خلال المرحلة المقبلة.