قضت المحكمة الابتدائية في محافظة سيدي بوزيد أمس بسجن منوبية البوعزيزي والدة البائع المتجول ومفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي أربعة أشهر مع وقف النفاذ بعد إدانتها «بالاعتداء على موظف عمومي خلال مباشرته لعمله» و»النيل من الأخلاق الحميدة»، كما قال مصدر في وزارة العدل. وأوضح المصدر أن المحكمة أَذِنَت بإطلاق سراح منوبية (60 عاما) التي تم اعتقالها في 13 يوليو الجاري إثر مشادة كلامية مع قاضٍ في بهو محكمة سيدي بوزيد (شمال غرب)، بعدما أسقط القاضي الدعوى القضائية التي أقامها ضدها. وتوجهت منوبية يوم الحادثة إلى المحكمة لتوقيع وثائق تمكنها من الحصول على تعويضات مادية أقرتها الحكومة لفائدة «عائلات شهداء الثورة» التونسية التي أطاحت في 14 يناير 2011 بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وفي 17 ديسمبر 2010، أحرق محمد البوعزيزي (26 عاما) نفسه أمام المقر الرسمي لمحافظة سيدي بوزيد بعد أن رفض مسؤولون في المحافظة قبوله. وكان البوعزيزي يريد تقديم شكوى ضد مصالح الشرطة البلدية التي صادرت عربة الخضر والغلال التي يعيش منها بحجة أنه لا يملك «ترخيصا» بلديا للعمل كبائع متجول. وكانت محكمة تونسية أصدرت أمس حكما غيابيا بالسجن المؤبد بحق زين العابدين بن علي، وهو الحكم الثاني من نوعه خلال شهر، وذلك بعد إدانته بالتواطؤ في مقتل متظاهرين خلال الثورة، بيد أن تبرئة عددٍ من أعوان بن علي أثارت مجددا غضب أقارب الضحايا. وتمت محاكمة بن علي مع أربعين من مسؤولي نظامه بينهم المدير السابق للأمن الرئاسي، الجنرال علي السرياطي، والذي حُكِمَ عليه بالسجن عشرين عاما بحسب ما أعلن القاضي هادي العياري من المحكمة العسكرية. وكان بين المتهمين أيضا وزيرا داخلية سابقان هما رفيق بالحاج قاسم الذي حُكِمَ عليه بالسجن 15 عاما وأحمد فريعة الذي تمت تبرئته. وبلغ عدد من برَّأتهم المحكمة 21 متهما بينهم القائد السابق للعمليات في وزارة الداخلية، محمد العربي، والقائد السابق للأجهزة المختصة رشيد بن عبيد. وباستثناء بن علي الذي حُكِمَ عليه بالسجن المؤبد فإن باقي المدانين تراوحت عقوباتهم بين السجن لخمسة أعوام وعشرين عاما. من جانبها، عبرت لأسر الضحايا الحاضرة للمحاكمة عن غضبها معتبرة أن العقوبات جاءت مخففة قياسا بالجرائم المرتكبة بحق أبنائها، وشهدت جلسة المحاكمة احتجاجات كبيرة من قِبَلِهم وتطور الأمر إلى حد سب القضاء العسكري. ملصقات تحمل صور شهداء ثورة تونس (الشرق) تونسي يقف على صورة لزين العابدين بن علي