أكد ل«الشرق» الباحث في علم الجريمة الدكتور صالح بن عبدالله العقيل، أن النزعة الإجرامية موجودة لدى كل إنسان، وقال «لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بفعل الخير، لوجود دوافع فعل الشر لدى كل نفس بشرية»، لافتا إلى أن استقدام أشخاص غريبين عن ثقافتنا، وينتمون إلى بيئات أخرى بعيدة عن بيئتنا، للإقامة في بيوتنا ونحن لا نعلم عن تاريخهم وظروف عيشهم وتربيتهم، فضلا عما إذا كانوا على دين وأخلاق لا نعلم عنها شيئاً، من شأن ذلك أن يجعلنا يقظين، وألا نمنحهم الثقة الكاملة ولا أن يتولوا شؤون أطفالنا. وفي تعليقه على جريمة قتل الطفل أسامة العنزي على يد خادمة في عرعر، أوضح العقيل أن نسبة 75% إلى 80% من الخدم المستقدمين للعمل في المنازل جاهلون غير متعلمين، مضيفا أن حتى المتعلمين منهم يجهلون عاداتنا وتقاليدنا، كما إن غالبية الشعب السعودي يجهلون عادات وتقاليد من يستقدمونهم، وتساءل «هل نعلم عن تلك الخادمة التي عاشت في مجتمع غير مسلم، وما إذا كانت قد ارتكبت جريمة من قبل أو تعرضت للسجن أو كان لها سوابق جنائية»، محمّلا مسؤولية الجهات الرسمية مسؤولية توفير معلومات وافية عن الملف الجنائي للخدم والمستقدمين للاطلاع عليه من قبل من يعنيه شأنهم قبل استقدامهم. وشدد الباحث العقيل على ضرورة ألا تتولى الخادمة الغريبة عن المنزل تربية الأولاد أو الاهتمام بشؤونهم الخاصة، وبعث عبر «الشرق» رسالة إلى كل ولى أمر «يجب أن تحدد مهام الخادمة قبل أن تأتي إلى المنزل، والدور الذي ستؤديه، ونطاق مسؤوليتها وصلاحياتها، دون الاضطلاع على أسرار الأسرة والبيت»، مطالبا بأن تضع الجهات المعنية بالاستقدام معايير دقيقة لاختبار العمالة. من جهة ثانية، قالت أخصائية علم النفس نوف الدوسري «إن من البشاعة أن نرى هذه الجريمة المفزعة تحدث في مجتمعنا، وأسأل الله للأسرة المنكوبة الثبات والأجر» وأضافت «يجب على جميع الأسر أخذ الحيطة والحذر، وأن يتيقظوا لأبنائهم ولا يتركوهم بين أيدي الخادمات، فربما أتت إليهم عاملة تعاني من الفصام أو من مرض نفسي وهم لا يعلمون شيئا عنها»، مشددة على ضرورة أن يطبق الفحص النفسي على كافة العاملات حتى لا تتكرر الجرائم والمشكلات، وقالت «كان من الأولى أن يتم التنبؤ بسلوك تلك الخادمة قبل وقوع الجريمة».