د.عبدالحميد الحبيب أوضح مدير إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب أن 20000 مريض حالتهم النفسية شديدة وتتطلب متابعة وعلاجا مكثفا أدخلوا التنويم في مستشفيات الصحة النفسية في المملكة العام الماضي، في حين بلغ عدد مراجعي العيادات النفسية 500 ألف مراجع، ويرى خبراء أن ضغوط الحياة اليومية الحديثة تلعب دورا في تزايد الضغوط النفسية، و بالتالي تزايد عدد مراجعي العيادات النفسية، غير أن أصعب الحالات و أكثرها إيلاما لأسرة المريض حين يصل لمرحلة الانفصال عن الواقع. يقول (محمد) الذي يعتني بشقيقه الذي وصل إلى حالة من الفصام بعد أن كان على وشك الحصول على شهادته الماجستير من أمريكا، “أعاقت صعوبات اعترضت شقيقي عن طريق أحد الأساتذة في الجامعة، حصوله على الشهادة ما أدى لدخوله في حالة من الاكتئاب الأمر الذي أثر على حياته الخاصة حيث انفصلت عنه زوجته ونجحت في الحصول على حضانة ابنهم الوحيد، الأمر الذي فاقم من حالة الإحباط التي يعاني منها، و تم علاجه لدى طبيب مختص و كان يتحسن لدى انتظامه على العلاج فيعود طبيعيا في تصرفاته، غير أنه يعود لإهمال العلاج فتسوء حالته و يعود للانعزال و الوحدة و يهمل تناول طعامه و مظهرة و نظافته الشخصية” مضيفا أن شقيقه ساءت حالته ودخل في مرحلة انفصال عن الواقع، فيتحدث عن أناس قابلهم من مراكز عليا و عن منصب كبير ينتظر الحصول عليها” منوها إلى أنه من يعتني بشقيقة الآن فوالدتهم كبيرة في السن و جميع إخوته و أخواته متزوجات و مشغولات بحياتهن، مشيرا إلى أن طبيبه النفسي أبلغهم بصعوبة شفائه و عودته لحالته الطبيعية. و تسرد نسرين قصة شقيقها الذي توفي العام الماضي، قائلة” عانت أسرتنا الكثير من جراء الحالة التي وصل لها أخي، فكان يختفي أحيانا لعدة أيام، حتى أنه ركب من الشرقية الباص المسافر من الشرقية إلى جدة، و غاب عدة أيام و بعد إبلاغنا الشرطة تم العثور عليه، و كثيرا ما سبب لنا الحرج بزيارته لأقارب لنا في أوقات غريبة كمنتصف الليل و جلوسه و حديثه بطريقة غير منطقية عن أمور متداخله، منوهة إلى أن شقيقها توفي بسبب إدمانه التدخين بالرغم من إصابته الحادة بالربو.” ويقول الاستشاري النفسي الدكتور حاتم الغامدي أن الأمراض النفسية و الفصام تستهدف الناجحين و الأذكياء و هو داء المفكرين و المثقفين و الذين إذا لم تتوافق نجاحاتهم مع طموحاتهم العالية يدخلون في الاكتئاب و الكثير منهم يشفى بالعلاج، مشيرا إلى أن الحل الإبقاء على الطموح العالي و رفع الإنجازات بالتوازي معها لتعزيز الثقة بالنفس و الحفاظ على حالة نفسية مستقرة. وأضاف” من النادر أن يصيب الجنون الشخص بين ليلة وضحاها إلا في حال حدوث ضمور في خلايا المخ، وأن الشخص المصاب بمرض عصابي كالقلق و الاكتئاب الوساوس و الضغوط النفسية و تكون الشخصية من النوع الذي يكبت تلك الضغوط، فيتحول المرض العصابي إلى مرض ذهاني و تبدأ بحالات من الضعف النفسي البسيطة و تتطور إلى حالة من الاكتئاب التفاعلي الذي يأخذ شكل الهوس الاكتئابي و هو شكل من أشكال الأمراض العقلية، و هي بداية الانفصال عن الواقع ثم يدخل في حاله فصام ، و يتحول المريض من مريض عصابي إلى مريض ذهاني، و هي حالة من الفصام الشديد، وإذا لم تعالج هذه الأعراض لتخفيفها، يدخل في مرحلة الاحتراق النفسي فيصبح في حالة انفصال كامل عن الواقع و هو ما نطلق عليه الجنون.” و يؤكد الدكتور الغامدي أن الأدوية تنظم التوصيل العصبي لخلايا المخ أو الهرمونات التي تفرز فيه فيخفف الأعراض السلوكية أكثر من علاج المشكلة و من يدخل في الفصام يسبب صعوبات له و لأهله والبعض يتحسن، مشددا على تضاعف الأعراض مع من يتعاطون المخدرات لأنها تقتل خلايا المخ، و يربط فصام الشخصية بالوراثة فيكون له أقارب من الدرجة الأولى مصابين بفصام الشخصية و مروا بأعراض نفسية، و العلاجات آمنة و تعمل على إبقاء السلوك ضمن السلوك الإيجابي.